غارات إسرائيلية تؤدي إلى دفن العشرات تحت الأنقاض في غزة وجباليا

شهدت غزة، أمس السبت، مجازر جديدة ارتكبها الجيش الإسرائيلي، حيث سقط عشرات الضحايا نتيجة القصف والغارات التي طالت مختلف أنحاء القطاع، الذي يعاني من أزمة إنسانية حادة بسبب الحصار والقصف المستمر، بينما حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من تفشي الأمراض نتيجة تراكم النفايات، وأعربت كندا عن إدانتها للحصار الإسرائيلي الذي يعيق إمدادات الغذاء إلى غزة
في اليوم الأربعين من استئناف الحرب، أعلن الدفاع المدني في القطاع، أن غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في منطقة جباليا فجر السبت، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، مع وجود أكثر من 30 مفقوداً تحت الأنقاض، وذكرت المصادر أن الغارة كانت عنيفة وأدت إلى دمار واسع في الحي السكني
في ذات اليوم، أفاد شهود عيان بأن الجيش الإسرائيلي قصف منزلاً لعائلة «الخور» في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، مما أدى إلى مقتل 10 فلسطينيين وفقاً لمصادر طبية، وأكد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني أن عددًا كبيرًا من المفقودين لا يزال تحت أنقاض المنزل المدمر
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع، أن مستشفيات غزة استقبلت جثامين 49 فلسطينياً قتلوا بين يومي الجمعة والسبت، بالإضافة إلى 108 مصابين، بينما تمكنت قوات الدفاع المدني من انتشال 7 ضحايا من تحت الأنقاض
كما أسفرت غارة استهدفت مقهى في مدينة دير البلح عن مقتل 4 فلسطينيين، بينما استهدفت غارة أخرى تجمعاً لمدنيين شمال غربي مخيم النصيرات، مما أدى إلى مقتل فلسطيني، كما قصف الجيش الإسرائيلي تجمعاً لمدنيين شرق مستشفى الكويت في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس، ما أسفر عن مقتل 3 فلسطينيين، وفقاً لمصادر طبية وشهود عيان
وكشفت القناة 12 العبرية، أن الجيش الإسرائيلي بدأ استعداداته لتوسيع عملياته العسكرية في جميع أنحاء قطاع غزة، بهدف السيطرة على مناطق جديدة بعد «تطهير» رفح، على أمل إجبار «حماس» على قبول صفقة بصيغة إسرائيلية
وأشارت القناة إلى أن الهدف الحالي للجيش الإسرائيلي هو «احتلال وتطهير» مدينة رفح، ثم شن سلسلة من العمليات في قطاع غزة
ومع استمرار الاعتداءات، تشتد المواجهات الميدانية بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي الفصائل الفلسطينية، حيث ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جنديين قتلا وأصيب 7 آخرون في 3 عمليات منفصلة منذ الخميس الماضي
في سياق متصل، أفادت حركة «حماس» بأن قطاع غزة دخل مرحلة المجاعة الحقيقية، متهمة الحكومة الإسرائيلية باستخدام التجويع كأداة خلال الحرب
وأوضحت الحركة، في بيان لها، أن إعلان «برنامج الأغذية العالمي» عن نفاد مخزوناته الغذائية في القطاع يعكس «المستوى الخطِر» للأزمة الإنسانية
ودعا رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إسرائيل إلى السماح لبرنامج الأغذية العالمي بالعمل في غزة، مشدداً على أنه لا ينبغي استخدام الغذاء كأداة سياسية، وذلك بعد ساعات من نفاد مخزونات البرنامج التابع للأمم المتحدة بسبب الحصار الإسرائيلي
وقال كارني على موقع إكس: «أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه نفد مخزوناته من الغذاء في غزة بسبب الحصار الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية، لا يمكن استخدام الغذاء كأداة سياسية»
كما دعا وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط هاميش فالكونر، إسرائيل إلى التحقيق في جميع الهجمات التي استهدفت عمال الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكداً ضرورة حماية موظفي الإغاثة الإنسانية وعدم استهدافهم تحت أي ظرف من الظروف، وذلك بعد اعتراف إسرائيل بقصف دار ضيافة تابعة للأمم المتحدة في غزة
وفي هذا السياق، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من مخاطر انتشار الأمراض بسبب التراكم الكبير للنفايات في قطاع غزة، حيث أكدت الوكالة في بيان لها أن الحرب تتسبب في تفاقم هذه المشكلة، مما يسهم في انتشار الأمراض، وأوضحت أنها تواصل تقديم خدمات جمع النفايات الصلبة وترحيلها في جميع الأماكن التي يمكن الوصول إليها، مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها في ظل الظروف الراهنة
«الأونروا» تحذر من انتشار الأمراض جراء تراكم النفايات