الكويت تطلق حملة لمواجهة أزمة الكهرباء وتحديات تعدين العملات المشفرة

تم تحديثه الإثنين 2025/4/28 08:10 م بتوقيت أبوظبي

مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة في الكويت، يزداد الاعتماد على أجهزة التكييف، مما يثقل كاهل شبكة الكهرباء، ويجبر وزارة الكهرباء على قطع التيار عدة مرات لتخفيف الأحمال، وقد اكتشفت السلطات سببًا جديدًا لتفاقم هذه الأزمة، وهو تعدين العملات المشفرة.

بدأت السلطات الكويتية حملة أمنية واسعة يوم الخميس الماضي تستهدف المنازل التي تمارس أنشطة تعدين العملات المشفرة، مؤكدة أن هذا النشاط يعد مخالفًا للقوانين.

وأوضحت وزارة الداخلية في بيان على منصة “إكس” أنها حصلت على الإذن القانوني لشن الحملة، مشددة على أن هذه الأنشطة تمثل استغلالًا غير مشروع للطاقة الكهربائية، وقد تؤدي إلى انقطاعات تؤثر على المناطق السكنية والتجارية والخدمية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للسلامة العامة.

لا تسمح الكويت بتداول العملات المشفرة، كما لا توجد قوانين تنظم تعدينها، ويواصل بنك الكويت المركزي تحذير المواطنين من الاستثمار فيها بسبب مخاطرها وعدم خضوعها للرقابة الرسمية.

تعتبر رسوم استهلاك الكهرباء والماء في الكويت متدنية للغاية للمواطنين، ولم يتم زيادتها منذ عقود، بينما تشكو وزارة الكهرباء من الهدر غير المبرر في الاستهلاك، وتناشد السكان بضرورة ترشيد الاستهلاك.

أكدت وزارة الداخلية أن عملياتها جاءت لمواجهة الأنشطة المخالفة للقوانين واللوائح، وحماية الشبكة الكهربائية من الاستخدامات غير المشروعة.

وأفادت الوزارة بأن الحملة أسفرت عن ضبط عدد من المنازل المخالفة، ومصادرة معدات وأجهزة متطورة مخصصة لتعدين العملات المشفرة.

تعاني الكويت، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، من أزمة حادة في إنتاج الكهرباء بسبب تزايد عدد السكان، والتوسع العمراني، وارتفاع درجات الحرارة، وتأخر صيانة بعض المحطات الكهربائية، وقد لجأت منذ العام الماضي إلى سياسة قطع التيار عن بعض المناطق لتخفيف الأحمال.

قال مصدر في وزارة الكهرباء لوكالة رويترز إن نشاط العملات المشفرة يعد سببًا أساسيًا لأزمة الكهرباء، لكنه ليس العامل الوحيد.

ذكرت وزارة الكهرباء في بيان يوم السبت أن استهلاك الكهرباء انخفض بنسبة 55% في منطقة الوفرة السكنية التي شملتها الحملة، مؤكدة استمرار الحملة في جميع المناطق للقضاء على هذه الأنشطة غير المشروعة.

كانت وزارة الكهرباء قد رصدت نحو 100 منزل في منطقة الوفرة السكنية تستهلك معدلات مرتفعة للغاية تصل إلى عشرين مرة للاستهلاك العادي، مما يشير إلى وجود عمليات تعدين العملات المشفرة.

قال سعود الزيد، عضو مجلس إدارة تنفيذي سابق في هيئة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الكويتية، لوكالة رويترز إن تعدين العملات المشفرة لا يحتاج إلى عدد كبير من الأفراد، حيث يمكن لفرد واحد أو اثنين إدارة مقر متكامل لهذا النشاط.

أضاف الزيد أن عمليات التعدين في ظل غياب القوانين تعتبر إساءة لاستخدام الدعم الحكومي، ويجب محاسبة من يقوم بها، حيث استغل هؤلاء الوضع الحالي بسبب الدعم الحكومي، وغياب الرقابة، وعدم وجود قوانين.

aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA== جزيرة ام اند امز EE.