البيت الأبيض يسعى لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا لضمان السلام والاستقرار

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب يسعى لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في أوكرانيا، وذلك بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هدنة تمتد لثلاثة أيام الشهر المقبل، بينما طالبت أوكرانيا بهدنة فورية تستمر لمدة ثلاثين يوماً، وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن ترامب يهدف إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية من خلال تحقيق هذا الوقف الدائم، حيث زادت مشاعر الإحباط لدى ترامب تجاه الرئيسين بوتين وزيلينسكي، مشددة على أن إنهاء النزاع يتطلب جلوسهما معاً إلى طاولة المفاوضات، ومع الإشارة إلى عرض بوتين لوقف مؤقت، أكدت ليفيت أن هدف الرئيس الأمريكي هو الوصول إلى وقف دائم وليس مجرد هدنة مؤقتة، حيث قالت: «أعلن الرئيس بوضوح أنه يريد وقفاً دائماً لإطلاق النار، وإذا كان متفائلاً بإمكانية الوصول إلى اتفاق، فإنه أيضاً واقعي، وعلى الرئيسين الروسي والأوكراني الجلوس معاً لإنهاء هذا الأمر»
في سياق متصل، أعلن الكرملين أن بوتين أمر بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام من 8 إلى 10 مايو بمناسبة احتفالات موسكو بيوم النصر في الحرب العالمية الثانية، حيث ذكر الكرملين: «انطلاقاً من اعتبارات إنسانية، يعلن الجانب الروسي هدنة خلال الذكرى الثمانين ليوم النصر»، مضيفاً أن جميع الأعمال القتالية ستتوقف خلال هذه الفترة، وأكد الكرملين أن على الجانب الأوكراني أن يتبع هذا الموقف، محذراً من ردود فعل مناسبة في حال انتهاك الهدنة من قبل أوكرانيا
من جانبه، كتب وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا عبر منصة إكس: «إذا كانت روسيا ترغب في السلام حقاً، فعليها وقف إطلاق النار فوراً، لماذا الانتظار حتى 8 مايو؟»، مطالباً بوقف إطلاق نار يستمر «لمدة 30 يوماً على الأقل»، وأكد أن كييف مستعدة لدعم وقف إطلاق نار دائم وشامل، مشيراً إلى أنه إذا كانت روسيا صادقة في رغبتها للسلام، فعليها أن توقف هجماتها على الفور
في الوقت نفسه، وضعت موسكو شرط الاعتراف الدولي بضم شبه جزيرة القرم وأربع مناطق أوكرانية أخرى (دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، وزابوريجيا) كأساس لأي مفاوضات مع كييف، وذلك بعد أن صرح ترامب بأنه يعتقد أن زيلينسكي قد يكون مستعداً للتخلي عن شبه الجزيرة، رغم نفي الرئيس الأوكراني لذلك، وأكد الكرملين أنه مستعد لبدء عملية تفاوض مع أوكرانيا دون شروط مسبقة للوصول إلى نتيجة سلمية
لم تكشف واشنطن عن تفاصيل خطتها للسلام، لكنها اقترحت تجميد خط الجبهة وتنازل كييف عن القرم لروسيا مقابل إنهاء القتال، وهو ما ترفضه كييف، حيث تحتل روسيا حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية بما في ذلك شبه جزيرة القرم
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن أوكرانيا يجب ألا تتنازل عن جميع الأراضي التي تحتلها روسيا في إطار الاتفاق المقترح من ترامب، حيث أشار في تصريحات له للهيئة العامة للبث الإذاعي في ألمانيا (إيه آر دي) إلى أن «أوكرانيا تدرك بالطبع منذ مدة أن وقف إطلاق نار مستداماً وذا موثوقية أو اتفاق سلام قد يتطلب تنازلات عن أراض»، لكنه أكد أن هذه التنازلات لن تصل بالطبع إلى الحد الذي بلغه مقترح ترامب