أحزاب ليبية تعبر عن انتقاداتها للرئاسي وتطالب بإجراء استفتاء حول القضايا الخلافية

دعت مجموعة من الأحزاب السياسية في ليبيا إلى تمكين الشعب الليبي من ممارسة حقوقه السياسية، من خلال إجراء استفتاء شامل حول القضايا الجوهرية التي تثير الخلافات بين مجلسي النواب والدولة، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بمعالجة أسباب الصراع، وضمان استدامة الحل، وبناء الدولة الحديثة التي يسعى إليها الجميع، وفي سياق متصل، أفاد متطوع في الهلال الأحمر الليبي بأنه تم انتشال جثث ستة مهاجرين بعد أن جرفتهم المياه إلى الشاطئ بالقرب من مصراتة، في حين أعلنت سلطات شرق البلاد عن ترحيل حوالي 13 ألف مهاجر من جنسيات متعددة منذ بداية العام.
وحذَّر 30 حزباً من مغبة ما وصفوه بـ”المحاولات المشبوهة” التي تهدف إلى “الالتفاف على الإرادة الشعبية وتعزيز حالة الانسداد السياسي الحالية”، وذلك في بيان مشترك يعبر عن موقفهم تجاه المراسيم الأخيرة الصادرة عن المجلس الرئاسي، والتي تناولت المحكمة الدستورية، ومؤتمر المصالحة الوطنية، وتشكيل المفوضية الوطنية العليا للاستعلام الوطني، معتبرين أن هذه التحركات “مدفوعة بمصالح نفعية، وسعي محموم للاستمرار في السلطة”.
ودعت الأحزاب في البيان جميع القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني إلى “توحيد الصفوف والضغط بكل الوسائل المشروعة” من أجل “إعادة الأمور إلى نصابها”، و”تمكين المواطن الليبي من ممارسة حقه الأصيل في تقرير حاضره ورسم معالم مستقبله”.
وأعربت عن “بالغ قلقها إزاء التطورات المستجدة والإعلانات الصادرة عن المجلس الرئاسي مؤخراً”، فضلاً عن المخاوف من توجهات أخرى قد تعقد المشهد السياسي الراهن في البلاد.
وأشار البيان إلى أن “التحرك المفاجئ من المجلس الرئاسي يثير تساؤلات جوهرية حول دوافعه وتوقيته”، مشدداً على أن الوقت يتطلب مبادرات وطنية مخلصة تؤدي إلى إجراء الانتخابات أو معالجة الانسداد السياسي الحاد وتداعيات انقسام السلطة التنفيذية، أو حل القضايا الخلافية، معتبرين أن المجلس الرئاسي “آثر الصمت والتراخي”.
وأضافوا: “بعد أن ظهرت في الأفق ملامح عملية سياسية جديدة قد تسفر عن تعديل في السلطة التنفيذية، وجدنا المجلس الرئاسي يتحرك دفاعاً عن ما يبدو أنه مصالح شخصية واستمراره في السلطة، وليس استجابة لنداءات الشعب المتكررة لإنقاذ المسار السياسي وإنهاء حالة الانسداد وتمكين الاستحقاق الانتخابي”.
واعتبرت الأحزاب أن المجلس الرئاسي ومجلسي “النواب والدولة”، واللجان المختلفة التي أنتجت اتفاقات الصخيرات وتونس وجنيف، وصولاً إلى اللجنة الاستشارية الحالية، استنفذوا كافة السبل المتاحة للإبقاء على الوضع الراهن وتقاسم السلطة والنفوذ، متجاهلين الخيار الأكثر أصالة وشرعية القادر على تحقيق تسوية مستدامة، وهو الاحتكام إلى إرادة الشعب.
في سياق آخر، أفاد متطوع في الهلال الأحمر الليبي بأنه تم انتشال جثث ستة مهاجرين على الأقل بعد أن جرفتهم المياه إلى الشاطئ بالقرب من مصراتة، حيث قال مخلوف كريم، رئيس قسم الانتشال في فرع الهلال الأحمر بمصراتة، إنه تم انتشال أربع جثث صباح يوم الخميس واثنتين أخريين في المساء، مضيفاً أن الدوريات لا تزال مستمرة على الساحل بالقرب من مصراتة للبحث عن مزيد من الجثث.
من جانب آخر، أعلن اللواء صلاح الخفيفي، رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بشرق ليبيا، ترحيل أكثر من 13 ألف مهاجر من جنسيات مختلفة، خلال الربع الأول من العام الحالي، مشيداً بدعم القيادة العامة لـ”الجيش الوطني”.
وتعاني ليبيا من تدفق مستمر لأفواج المهاجرين غير النظاميين عبر حدودها المتوسعة، وسط مخاوف من تفاقم تداعيات هذا الملف المثقل بالاتفاقيات الدولية على البلاد، التي تعاني من الانقسام السياسي والحكومي.