سؤال مثير للجدل حول كلمة ملح في معجم اللغة العربية يشعل النقاش بين الطلاب

تتميز اللغة العربية بثرائها اللغوي وتنوع دلالاتها، حيث تمنح كل كلمة مكانتها الخاصة ضمن السياق اللغوي والمعجمي، ومن بين الكلمات التي تثير تساؤلات لغوية هي كلمة “ملح”، فهي شائعة الاستخدام في حياتنا اليومية، لكن ما هو مفردها في معاجم اللغة العربية؟ وهل تُعتبر “ملح” جمعًا أم اسمًا مفردًا؟ هذا ما سنستعرضه في هذا المقال المميز.

تعود كلمة “ملح” إلى الجذر الثلاثي (م-ل-ح)، الذي يُستخدم في عدة سياقات لغوية، وأشهرها ما يتعلق بالمذاق المعروف، وقد ورد الفعل “مَلُحَ” بمعنى صار مالحًا، أي اكتسب الطعم المالح، أما الاسم “ملح”، فهو يُشير إلى المادة البلورية البيضاء التي تُستخرج غالبًا من مياه البحار أو المناجم، وتُستخدم في الطعام والحفظ والتطهير.

عند الرجوع إلى معاجم اللغة العربية القديمة والحديثة، نجد أن كلمة “ملح” تُستخدم في الأصل كمفرد، وليست جمعًا، على عكس ما قد يتبادر إلى الذهن، فهي اسم جنس جمعي، يُطلق على المادة دون تحديد عدد أو وحدة، مثل كلمة “ماء” أو “تراب”، لكنها تُجمع على “أملاح” عند الحاجة إلى التمييز بين أنواعها أو مقاديرها، خصوصًا في اللغة العلمية أو الكيميائية.

ومع ذلك، يشير بعض المعجميين إلى أن كلمة “ملحة” تُعتبر مفردةً لغويًا لكلمة “ملح” عندما يُراد بها حبة واحدة من هذه المادة أو قطعة صغيرة منها، فقد نجد في معجم “لسان العرب” أو “القاموس المحيط” إشارات إلى مفرد “ملح” بـ”ملحة”، كما نقول “نواة” لمفرد “نوى”، و”تمرة” لمفرد “تمر”.

لكن يجدر التنبيه إلى أن استخدام “ملحة” كمفرد هو استعمال نادر أو مجازي، ويظهر غالبًا في الشعر أو الأدب وليس في التداول اليومي.

في العصر الحديث، تطور استخدام كلمة “ملح” في مجالات عدة، خاصة في الكيمياء، حيث تُستخدم كلمة “أملاح” للإشارة إلى مركبات كيميائية تحتوي على عنصر فلزي متحد مع حمض، مثل “أملاح الكالسيوم” أو “أملاح البوتاسيوم”، وهنا يتضح أن “أملاح” هي جمع لكلمة “ملح” لكنها تُستخدم في سياق متخصص.

في ضوء ما سبق، يمكن القول إن كلمة “ملح” في اللغة العربية تُعتبر مفردًا في أصلها، وتُستخدم للإشارة إلى المادة بشكل عام، أما “ملحة” فقد تُستخدم كمفرد جزئي أو نوعي، وإن كانت قليلة الورود، وتُجمع “ملح” على “أملاح” للدلالة على الأنواع أو المركبات الكيميائية.