سيارة البابا تتحول إلى عيادة صحية لتقديم الرعاية للأطفال في غزة

أعلنت مؤسسة «كاريتاس» الخيرية التابعة للفاتيكان، يوم الاثنين، عن تحويل سيارة «باباموبيل» التي استخدمها البابا فرنسيس خلال تنقلاته إلى مستوصف للأطفال في غزة، استجابةً لرغبة عبّر عنها البابا الراحل خلال حياته، حيث أشار التلفزيون السويدي قبل يومين إلى أن البابا فرنسيس ترك وصية لأطفال غزة قبل وفاته، وفي خطوة إنسانية رمزية تحمل دلالات عميقة، سيتم تحويل سيارة البابا الراحل، المعروفة باسم «البابا موبيل» والتي هي من ماركة «ميتسوبيشي»، إلى عيادة طبية متنقلة مخصصة لعلاج الأطفال في قطاع غزة، تنفيذاً لوصيته الأخيرة، وقد جاء هذا الإعلان بالتعاون مع بيتر برونه، الأمين العام لمنظمة كاريتاس السويد، وأنطون أصفر من مدينة القدس، حيث حصلت الفكرة على موافقة شخصية ومباشرة من البابا فرنسيس الذي قال: «بالتأكيد، استخدموا سيارتي إذا كانت ستفيد أطفال غزة، فهي تستحق أن تستخدم بهذا الشكل»، وفي بيان صحفي، كتب بيتر برونه: «هذه المركبة ستتيح لنا الوصول إلى أطفال لا تتوفر لهم الرعاية الصحية حالياً، أطفال مصابون ويعانون من سوء التغذية»، وأضاف: «السيارة تمثل خطوة حقيقية لإنقاذ الحياة في وقت انهار فيه النظام الصحي في غزة بشكل شبه كامل»، وتابع قائلاً: «ليست مجرد مركبة، بل هي رسالة مفادها أن العالم لم ينسَ أطفال غزة، وهي أيضاً دعوة لكي يتذكرهم بقية العالم»، والجدير بالذكر أن السيارة، التي تحولت إلى رمز للزيارة البابوية إلى الأراضي المقدسة، سيتم تعديلها وتجهيزها بمعدات طبية متكاملة لتقديم الرعاية للحالات الطارئة والخفيفة، كما ستحصن جزئياً بطبقة واقية من البلاستيك لحمايتها من الشظايا، وقال الأمين العام ل«كاريتاس القدس» أنطون أصفر: «تمثل هذه المركبة الحب والرعاية والقرب الذي أبداه قداسة البابا تجاه الأشد ضعفاً، وهو ما عبر عنه طوال فترة الأزمة»، وعلى مدار حبريته التي امتدت 12 عاماً، كان البابا فرنسيس صديقاً مخلصاً للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، حتى الساعات الأخيرة في حياته التي جدد فيها الدعوة إلى وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي «تولد الموت والدمار» وتسبب وضعاً إنسانياً «مروعاً ومشيناً»، كما دعا إلى تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني «الذي يتضور جوعاً» في القطاع و«يتوق إلى مستقبل يسوده السلام»، وأسهم البابا الراحل في توطيد العلاقات التاريخية بين فلسطين والفاتيكان، (وكالات)