سعودي يقارن أهرامات الرياض بأهرامات الجيزة والمصريون يردون بحضارة تمتد لسبعة آلاف عام

تتجدد يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي آلاف المقاطع التي تحفز التفاعل، لكن بعض هذه المقاطع تتجاوز مجرد الترفيه لتلامس حساسيات ثقافية وتاريخية عميقة، المزاح، ورغم كونه وسيلة لتقريب المسافات بين الشعوب، قد يتحول إلى موضوع جدلي إذا ارتبط برموز تراثية مقدسة، مثل الأهرامات وأبو الهول في مصر، إذ تمثل هذه الرموز إرثًا حضاريًا عالميًا، وبالتالي فإن تناولها بسخرية أو مزاح قد يُفهم على أنه تقليل من قيمتها، مما يتطلب الحذر والوعي في كيفية تناولها.

مؤخراً، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو أثار تفاعلاً واسعًا، يظهر فيه السائح السعودي “أحمد العوض” خلال زيارته لمنطقة الأهرامات في الجيزة، حيث ظهر العوض وهو يمازح أحد المواطنين المصريين قائلاً:

“هذا أبو الهول والأهرامات نفس اللي عندنا، وأبو الهول في الرياض أنفه ما زال موجودًا!”.

جاء الرد من المواطن المصري بدهشة واضحة، حيث قال:

“إزاي يا أستاذ؟ متتعبناش معاك.. اللي كسر خشم أبو الهول هو نابليون أيام الحملة الفرنسية، وده الأصلي يا باشا!”.

واصل العوض المزاح مضيفًا:

“أبو الهول اللي عندنا ما حد قدر عليه.. يبقى وين الأصلي؟ والأهرامات اللي فوق عندكم، أنتم قلدتونا!”.

هذا التعليق زاد من توتر الحوار، مما دفع المواطن المصري إلى إنهائه والمغادرة، وسط ردود فعل متفاوتة من المتابعين.

بعد مغادرة الرجل المصري، حاول العوض تخفيف حدة الموقف قائلًا:

“أنا كنت أمزح معاه فقط!”.

ورغم هذا التوضيح، انتشر الفيديو بشكل واسع، مما خلق حالة من الجدل حول حدود المزاح ومكانته في الفضاءات العامة، خاصة ذات الطابع التاريخي.

انقسمت آراء المتابعين حول ما جرى إلى قسمين، حيث اعتبرت الرموز الحضارية ليست مجرد أحجار أو معالم، بل تمثل ذاكرة الشعوب وهوية الأمم، لذا يجب أن يبقى المزاح ضمن حدود لا تمس بالقيم الثقافية، خاصة عندما يكون على منصة مفتوحة كوسائل التواصل، فالاحترام المتبادل يعكس رقي الشعوب وعمق وعيها.