الإمارات والسودان: تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين

كتب: المحرر السياسي

إذا كنت تعيش في الإمارات العربية المتحدة، فبالتأكيد لاحظت الوجود المتزايد للسودانيين الطيبين، الذين يحملون معهم الابتسامة رغم التحديات التي يواجهها وطنهم، حيث أصبحوا يتواجدون في الشوارع والحدائق وأماكن التسوق، وكذلك في المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، وهذا لم يكن ليحدث لولا استمرار الإمارات في فتح أبوابها أمام السودانيين منذ بدء الحرب في وطنهم، حيث وجدوا في الإمارات ملاذًا دافئًا وميسرًا.

كان السودانيون المقيمون في الإمارات قبل اندلاع الحرب، وبعضهم عاش لسنوات طويلة، إذ إن هناك أسرًا تضم أكثر من جيل، الجد والجدة والأبناء والأحفاد، حيث جاء الجد بحثًا عن حياة كريمة، واستمرت حياته في الإمارات بشكل جيد، وتعلم أبناؤه، ثم وجدوا فرص عمل مناسبة، وبنوا أسرًا جديدة، وعندما اندلعت الحرب، لم تتأثر هذه الطمأنينة، بل زادت في ظل تقدير الإمارات لخطورة الأوضاع، حيث تم فتح الأبواب أمام أعداد جديدة من السودانيين للقدوم إلى الإمارات بحثًا عن عمل أو للإقامة مع أبنائهم الذين يعملون هنا هربًا من ويلات الحرب.
عبر السودانيون المقيمون في الإمارات في مناسبات عديدة عن تقديرهم للكرم الإماراتي في هذه الظروف الصعبة، وقد اعتبرت الإمارات ذلك جزءًا من التزامها تجاه الأشقاء، ولعل كلمات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، تعكس هذا الالتزام، حيث قال إن مهرجان بوابة السودان الذي أقيم في إكسبو دبي هو احتفال بالمحبة والأخوة، وتقدير خاص لشعب السودان وروحه الطيبة، كما احتفلنا معًا بشعب السودان العظيم، الذي يسعى لتحقيق وحدته الوطنية رغم التحديات، واحتفينا بأبنائه المقيمين في الإمارات ودورهم الفاعل في نهضة هذه الدولة.
هذه الكلمات تعكس قيمًا راسخة، وتزيد من طمأنينة السودانيين في هذه الأرض الطيبة، حيث تعبر عن نهج إماراتي واضح.

إعفاءات وتسهيلات

بعد اندلاع النزاع المسلح في السودان، بادرت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية بالإعلان عن إعفاءات من غرامات قانون الإقامة للرعايا السودانيين، وذلك انطلاقًا من قيم الإمارات الإنسانية وحرص قيادتها على توفير حياة كريمة للمقيمين من الجالية السودانية، مراعاةً للأوضاع الإنسانية الطارئة.
شملت هذه الإعفاءات جميع حاملي التأشيرات وتصاريح الإقامة المنتهية، وكذلك الذين انتهت مهلة مغادرتهم، حيث ارتبط الإعفاء بتمديد التأشيرات أو تجديد الإقامات أو مغادرة الدولة، وفقًا للأحوال والشروط المعمول بها.
يعكس هذا الحرص الإماراتي رغبة في توفيق أوضاع السودانيين لضمان حياة مستقرة لهم، وقد قوبل هذا الإجراء بتقدير من المقيمين السودانيين وسفارة السودان في الإمارات.
كما أطلقت الإمارات مبادرة لمنح فرصة للمخالفين لتوفيق أوضاعهم دون غرامات، مما ساعد الكثير من السودانيين وغيرهم من المقيمين.

حبل موصول مع الوطن

الكثير من السودانيين في الإمارات عملوا على إحضار عائلاتهم إلى هنا، ليعيشوا حياة كريمة بعيدًا عن ظروف النزوح القاسية، مما زاد من شعورهم بالأمان والاطمئنان على أحبائهم، خاصة أن البعض منهم مر بتجارب صعبة في وطنهم.
في ظل استقرار مصادر أرزاقهم، وتمكن المزيد منهم من الحصول على فرص عمل، أصبح بإمكان من لم يستطع إحضار أهله دعمهم ماليًا، مما يعكس التزام الإمارات بقيمها الإنسانية وتاريخها الراسخ مع الشعب السوداني الشقيق.