اتفاق تجاري واعد بين واشنطن ولندن يثير اهتمام ترامب ويعد شاملاً وكاملاً

لندن- أ.ف.ب
تستعد الولايات المتحدة وبريطانيا للإعلان عن اتفاق تجاري شامل وكامل يوم الخميس، كما صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما قد يكون له تأثيرات كبيرة على الحرب التجارية التي يقودها ترامب،
وكتب ترامب عبر منصته «تروث سوشال»: «الاتفاق مع المملكة المتحدة هو اتفاق شامل، سيعزز العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لعقود قادمة»،
وأضاف: «بفضل تاريخنا المشترك، من الرائع أن تكون المملكة المتحدة هي أول من يعلن عنه، وستتبعها العديد من الاتفاقات الأخرى التي هي الآن في مراحل متقدمة من التفاوض»،
جاء ذلك بعد أن أفادت كل من صحيفة «نيويورك تايمز» وموقع «بوليتيكو» بأن الاتفاق سيكون مع المملكة المتحدة، في حين ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أنه سيكون بمثابة إطار لاتفاق،
وفي حال تحقق ذلك، سيكون هذا أول اتفاق تجاري يُعلن عنه منذ أن فرض ترامب رسوماً جمركية واسعة النطاق على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في ما أطلق عليه «يوم التحرير» في الثاني من إبريل،
فرض ترامب رسوماً جمركية لا تقل عن 10% على الواردات من دول عديدة، بما في ذلك بريطانيا، ولكنه أوقف مؤقتاً فرض رسوم أعلى على عشرات الدول، مما يتيح المجال للمفاوضات،
وكان ترامب قد أعلن عبر منصته للتواصل الاجتماعي يوم الأربعاء أنه سيكشف عن «اتفاق تجاري ضخم» مع «دولة كبيرة وتحظى باحترام كبير»،
ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كان الاتفاق بين الولايات المتحدة وبريطانيا قد أُنجز، أو ما إذا كانت الدولتان ستعلنان عن إطار يتطلب مزيداً من المفاوضات،
من المقرر أن يدلي ترامب بإعلان في الساعة 10:00 (14:00 ت غ) في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض،
وفي هذا السياق، أكدت الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء كير ستارمر سيتحدث عن «المستجدات» بشأن محادثات التجارة مع الولايات المتحدة، حيث قالت متحدثة باسم داونينغ ستريت إن «المحادثات بين بلدينا تتواصل بوتيرة سريعة، وسيعلن رئيس الوزراء عن المستجدات لاحقاً»،
ستارمر، الذي حقق نجاحاً في الانتخابات المحلية العام الماضي مثل ترامب، يدفع نحو التوصل إلى اتفاق تجاري، قبل أن يطلق الرئيس الجمهوري الحرب التجارية ضد بريطانيا والعديد من الدول الأخرى،
يُعتبر التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بعد «بريكست» هدفاً رئيسياً لبريطانيا منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي،
تسعى لندن لإبرام اتفاق مع واشنطن قبل قمة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في 19 مايو، والتي تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات مع التكتل الأوروبي المكون من 27 دولة، وقد يشكل الاتفاق مع الولايات المتحدة تحدياً للاتحاد الذي يسعى بدوره لإبرام اتفاق تجاري مقبول مع واشنطن،
هذا الأسبوع، أبرمت بريطانيا اتفاقاً للتبادل الحر مع الهند، وهو الأكبر منذ «بريكست»، بعد استئناف المفاوضات في أواخر فبراير مع أول تهديدات ترامب التجارية،
يُعتبر الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول للمملكة المتحدة، بينما تعد الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري منفرد لها.

تفاصيل اتفاق

يؤكد ترامب منذ أسابيع أن العديد من الدول تسعى لعقد اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة، القوة الاقتصادية الكبرى في العالم،
تشير التقارير إلى أن واشنطن قد تخفض بعض الرسوم على المنتجات البريطانية مقابل إعفاء شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة من ضريبة الخدمات الرقمية في المملكة المتحدة،
لم ترد لندن على رسوم ترامب التي تبلغ 10% على الواردات البريطانية، ولا على الرسوم الأعلى التي تصل إلى 25% على الصلب والألمنيوم وقطاع السيارات،
قال أستاذ الاقتصاد في جامعة كينغز في لندن، جوناثان بورتس: «أي اتفاق مع الولايات المتحدة سيكون على الأرجح لحصر الأضرار وليس لتعزيز الاقتصاد»، وأضاف: «هذا يعني أنه من المحتمل أن يحد من رسوم ترامب، لكن من المرجح أن يتكبد المصدّرون رسوماً جمركية أعلى من العام الماضي»،
أضاف المحلل في دويتشه بنك، جيم ريد: «نظرًا لأن التفاوض على الصفقات التجارية الكاملة يستغرق سنوات، فمن المحتمل أن يكون هذا إطاراً، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا كانت التعرفة الأساسية البالغة 10% ستبقى كما هي، لأنها ستوفر نموذجاً مهماً للمفاوضات مع دول أخرى»،
زار ستارمر واشنطن في نهاية فبراير لمناقشة عدد من القضايا، بما في ذلك مسألة الرسوم الجمركية، وعاد متفائلاً بإمكانية التوصل إلى اتفاق مأمول،
وخلال زيارته، سلم ستارمر ترامب دعوة للقاء الملك تشارلز الثالث في زيارة دولة ثانية غير مسبوقة، تأمل لندن أن تعزز العلاقات بين ضفتي الأطلسي.