احتفالات استثنائية في الساحة الحمراء بروسيا دون أي هدنة

موسكو ـ (أ ف ب).

يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإلقاء خطاب هام يوم الجمعة أمام القوات الروسية وقادة نحو عشرين دولة في الساحة الحمراء بموسكو، وذلك بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية، ويعتبر هذا الحدث احتفالاً يتكرر للسنة الرابعة على التوالي في ظل النزاع المستمر في أوكرانيا.

أكدت السلطات الروسية أن احتفالات هذا العام ستكون غير مسبوقة من حيث الضخامة، حيث يعد التاسع من مايو/أيار محطة رئيسية في السردية الوطنية الروسية وفي العديد من الجمهوريات السوفييتية السابقة.

هذا العام، أمر الرئيس الروسي جنوده بوقف إطلاق النار في أوكرانيا من الثامن إلى العاشر من مايو/أيار بمناسبة هذه الاحتفالات، والتي ستختتم كما هو معتاد بعرض عسكري كبير أمام أسوار الكرملين.

لكن أوكرانيا اتهمت الجيش الروسي يوم الخميس بشن هجمات على طول خط الجبهة، مشيرة إلى انتهاكات للهدنة بمئات المرات، بينما أكدت القوات الروسية أنها تحترم الهدنة بشكل صارم، مشددة على أنها تكتفي بالرد على الانتهاكات الأوكرانية.

من جهة أخرى، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس البلدين إلى وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة ثلاثين يوماً.

من المتوقع أن يشارك حوالي عشرين من قادة الدول، بجانب بوتين، مثل الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فضلاً عن دول حليفة تقليدياً لروسيا مثل كازاخستان وبيلاروس وفيتنام وأرمينيا وكوبا وفنزويلا.

رغم سياسة العزل التي تتبعها الدول الغربية تجاه روسيا، يشارك أيضاً في الاحتفالات رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، متحدياً طلبات بروكسل، وكذلك الرئيس الصربي ألكسندر فوتيتش ورئيس صرب البوسنة ميلوراد دوديك المطلوب من العدالة البوسنية.

مراسم ضخمة غير مسبوقة.

منذ يوم الثلاثاء، تتواصل الضربات الجوية المتبادلة بين موسكو وكييف، مما أدى إلى تأخير أو إلغاء مئات الرحلات الجوية في روسيا بسبب هجمات شنت بواسطة مسيّرات أوكرانية.

أكد الكرملين أنه يتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان أمن الاحتفالات، بما في ذلك الحد من الوصول إلى خدمة الإنترنت لتعطيل هجمات المسيّرات.

وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العرض العسكري المقرر في موسكو بأنه عرض للأكاذيب.

على مدار الأيام الماضية، زينت شوارع العاصمة الروسية بالأعلام الوطنية، بينما علقت معظم المتاجر والمطاعم ملصقات تدعو إلى إحياء ذكرى انتصار عام 1945 والافتخار به.

في السنوات الثلاث الأخيرة، كثيراً ما استشهد بوتين بالانتصار على ألمانيا النازية للدفاع عن هجومه على أوكرانيا، مشدداً على أن روسيا ترغب في اجتثاث النازية من هذا البلد المجاور، الذي يحتل الجيش الروسي حوالي 20% من أراضيه.

الحرب العالمية الثانية خلفت أكثر من 20 مليون قتيل في الاتحاد السوفييتي، مما تطلب تضحيات جسيمة من السكان، وأثرت بشكل كبير على المجتمع، حيث غذت حساً وطنياً يستغله الرئيس الروسي.

خوف من هجمات.

إلى جانب قادة الدول، سيشارك جنود من 13 دولة في العرض العسكري الضخم على الساحة الحمراء، بما في ذلك قوات من الصين وفيتنام وبورما ومصر.

التقى الرئيسان الصيني والروسي يوم الخميس في موسكو، حيث أظهرا وحدتهما أمام الغرب الذي يعتبرانه متسلطاً.

تتهم الصين بمساعدة روسيا على الالتفاف حول العقوبات الغربية، بل وتوفير أسلحة، وهو ما تنفيه بكين.

كما ألغت سلطات عدة مناطق في روسيا، بما في ذلك كراسنودار في الجنوب الغربي، عروضها العسكرية بمناسبة التاسع من مايو/أيار هذا العام، خوفاً من هجمات أوكرانية، بينما تتجه حشود كبيرة إلى موسكو للاحتفال بعرض التاسع من مايو/أيار.