ألمانيا تعهدت بلعب دور فعال في تعزيز التعاون الأوروبي وفقاً لميرتس

بروكسل – أ ف ب.

وعد المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس، خلال لقائه مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بإحداث تحول إيجابي لأوروبا، حيث أعاد حضوره في وقت تتزايد فيه التوترات الجيوسياسية، آمالاً كبيرة بين الحضور.

وأكد ميرتس على أن ألمانيا ستلعب دوراً قوياً ونشطاً داخل الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى التزامه بأن يكون مستشاراً “أوروبياً جداً”.

وفي حديثه عن زيارتيه إلى باريس ووارسو هذا الأسبوع، قال: “التحديات التي نواجهها هائلة، ولا يمكننا التغلب عليها إلا معاً”

يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى ميرتس، خاصة في مجال الدفاع، حيث تسعى أوروبا لتعزيز قدراتها في هذا المجال في ظل عدم اليقين من الحليف الأمريكي.

«قادرة على الصمود»

لطالما كان ميرتس مؤيداً للتشدد في الميزانية، لكن دوره أصبح أكثر أهمية في بروكسل بعد دعمه لتخفيف قواعد مالية أوروبية، مما يسمح لدول الاتحاد بالاستثمار أكثر في الدفاع، مشدداً على أن “أمريكا حاسمة لأمن أوروبا، ولا غنى عنها”.

كما تناول فور انتخابه مسألة الرسوم الجمركية، حيث تحدث مساء الخميس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعاه لزيارة واشنطن.

وخلال مؤتمر صحفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، استذكر ميرتس فترة عضويته في البرلمان الأوروبي في أوائل التسعينات، وأكد أن تلك الفترة “أثرت فيه”، مشيراً إلى أنه “يعود إلى منزله في بروكسل، ويعود إلى منزله في أوروبا”، لافتاً إلى تزامن زيارته مع يوم أوروبا الذي يحتفل هذا العام بمرور 75 عاماً على التكامل الأوروبي.

وأشارت فون دير لايين إلى أن هذا الأمر “إشارة مهمة جداً؛ لأنه يوضح أن السياسة الأوروبية تشكل أولوية مطلقة”.

وقال دبلوماسي: “حان الوقت. نتوقع ونحتاج إلى ألمانيا قوية، وقادرة على الصمود”

منذ ستة أشهر، يراقب الأوروبيون تقلبات السياسة الألمانية، آملين أن تساهم في إنعاش القارة التي تواجه سلسلة من الأزمات.

شولتس

إن اتباع فريدريش ميرتس لأسلوب مختلف تماماً عن سلفه أولاف شولتس يحظى بتقدير كبير في الأوساط الأوروبية، حيث ترك الاشتراكي الديمقراطي شولتس انطباعاً مريراً في بروكسل بعد فترة توليه منصبه بين عامي 2021 و2025، حيث انتقده دبلوماسيون بسبب تردده، وما اعتبروه قرباً مفرطاً من واشنطن.

وقال أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، إن “زعيماً جديداً يجلب دائماً زخماً جديداً”، لكن عودة ألمانيا إلى صدارة المشهد الأوروبي، إذا تأكدت، فلن تخلو من السجالات.

وقد تعهد ميرتس قبل انتخابه مستشاراً بجعل قضية الهجرة أولوية لحكومته، مما أثار جدلاً بعد قراره بإبعاد معظم طالبي اللجوء الواصلين إلى حدود ألمانيا، وهو ما أثار استياء الكثيرين، حيث أكدت فون دير لايين أن “الهجرة تشكل تحدياً أوروبياً مشتركاً يتطلب حلاً أوروبياً مشتركاً”.

ووعد المستشار الألماني بعدم “التصرف بمفرده” في هذا الشأن، قائلاً: “أنا من المؤيدين للسوق الأوروبية الموحدة ومنطقة شنغن، وأريد أن أوضح هذا لرؤساء الدول والحكومات في أوروبا الذين قد يخشون التصعيد”