هدنة 90 يوماً بين واشنطن وبكين وتعليق الرسوم وسط توترات دولية متزايدة

تم تحديثه الخميس 2025/5/15 12:12 ص بتوقيت أبوظبي

دخلت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مرحلة جديدة من الهدوء المؤقت، حيث اتفق الجانبان على تعليق معظم الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، في خطوة تهدف إلى تخفيف التوترات التي أثرت على الاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد.

في يوم الأربعاء، أعلنت الصين والولايات المتحدة عن تعليق الجزء الأكبر من الرسوم الجمركية الإضافية لمدة 90 يومًا، مما يمثل هدنة في الحرب التجارية التي تسببت في اضطرابات كبيرة في الأسواق وسلاسل التوريد العالمية.

وقبل ساعات من بدء تنفيذ هذا القرار، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة له أن بلاده توصلت إلى “إطار لاتفاق قوي جدًا مع الصين”.

وقد بدأ سريان تخفيض الرسوم الجمركية الإضافية في وقت متأخر من يوم الأربعاء.

في إطار هذا الاتفاق، أعلن الطرفان الإثنين بعد محادثات جرت في سويسرا، عن تعليق الجزء الأكبر من الرسوم الجمركية التي فرضاها على بعضهما البعض، وقد تجاوزت هذه النتيجة التوقعات، مما أثار تفاؤلًا حذرًا في الأسواق المالية.

وبموجب هذا الاتفاق، وافقت الولايات المتحدة على خفض الرسوم الجمركية الإضافية على السلع الصينية إلى 30%، بينما ستقوم الصين بتقليل رسومها على البضائع الأمريكية إلى 10%.

وفي تصريحاته لمحطة “فوكس نيوز” الأمريكية، أكد ترامب الثلاثاء أن “لدينا إطار لاتفاق قوي جدًا مع الصين”.

وأضاف “آن الأوان لأن تنفتح الصين، وهذا جزء من اتفاقنا، وسندفع الصين للانفتاح، وأعتقد أن هذا هو الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في الاتفاق” دون تقديم مزيد من التفاصيل.

بعد الاتفاق، قامت الصين برفع الحظر عن شركاتها بخصوص تسلّم طلبيات طائرات شركة “بوينغ” الأمريكية، وفقًا لما أفادت به وكالة “بلومبرغ”.

من جانبها، ألغت الإدارة الأمريكية الثلاثاء القيود الأخيرة على تصدير أشباه الموصلات المستخدمة في تطوير الذكاء الاصطناعي، والتي كانت ستؤثر سلبًا على الصين.

وأعلنت الصين أيضًا عن تعليق بعض الإجراءات المضادة غير الجمركية.

وأوضح متحدث باسم وزارة التجارة الصينية أن بكين ستعلق بعض القيود المفروضة على عشرات الكيانات الأمريكية لمدة 90 يومًا “لتطبيق التوافق الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماعات الاقتصادية والتجارية الرفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة” التي عقدت في جنيف.

ورغم هذه التطورات الإيجابية، تسعى بكين منذ أسابيع إلى كسب دعم الدول الأخرى في الحرب التجارية التي أطلقها ترامب.

وخلال اجتماع مع زعماء ووزراء الخارجية من أمريكا اللاتينية، انتقد الرئيس الصيني شي جين بينغ مجددًا ممارسات الولايات المتحدة، دون تسميتها.

وأكد أن “لا أحد يمكنه الفوز في حرب رسوم جمركية أو حرب تجارية”، مشددًا على أن “التسلط لا يؤدي إلا إلى العزلة”.

ودعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي دول أمريكا اللاتينية إلى “العمل معًا” مع بكين للدفاع عن حقوقهم ضد قوة “تستخدم الرسوم الجمركية كسلاح لتخويف الدول الأخرى”.

ورغم هذه الهدنة في الحرب التجارية، لا تزال قضية مخدر الفنتانيل، الذي يشكل تهديدًا كبيرًا في الولايات المتحدة، تشكل نقطة خلاف بين واشنطن وبكين.

ويهدف ثلثا الزيادات الجمركية التي لا تزال واشنطن تفرضها على المنتجات الصينية (أي 20% من إجمالي 30%)، إلى الضغط على بكين في جهود مكافحة الاتجار بهذه المادة الأفيونية.

ويتهم ترامب السلطات الصينية بالتراخي في هذا المجال.

وطلبت وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء من واشنطن التوقف عن “إلقاء اللوم” على بكين، ونددت بزيادات جمركية “غير معقولة” نظرًا “للنوايا الحسنة” للصين في التعاون في مكافحة المخدرات.

ويحذر المحللون من خطر إعادة فرض الرسوم الجمركية بعد مرور 90 يومًا.

وقالت يو سو، المحللة الاقتصادية لدى “Economist Intelligence Unit”، إنه “سيكون من الصعب الحصول على تخفيضات إضافية للرسوم الجمركية، وما زال خطر التصعيد قائمًا”.