إعلان بغداد يدعم فلسطين ويعزز استقرار سوريا بشكل فعال

بغداد: زيدان الربيعي، وكالات
ترأس سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس ديوان الرئاسة، وفد دولة الإمارات في القمة العربية الرابعة والثلاثين التي عُقدت في بغداد يوم السبت، وذلك نيابةً عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث دعا القادة العرب إلى إنهاء الحرب في غزة، وأدانوا بشدة محاولات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من القطاع، كما أكدوا على أهمية دعم الاستقرار في سوريا، وفي هذا السياق، أعلن العراق عن 18 مبادرة تهدف إلى تعزيز العمل العربي المشترك في مختلف القطاعات
وفي كلمته الافتتاحية، قال الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد إن قمة بغداد تنعقد في ظروف معقدة وتحديات خطيرة تهدد المنطقة وأمن البلدان ومصير شعوبها، مضيفاً أن الهدف الأسمى من هذه القمة هو توحيد المواقف لمواجهة التحديات المتزايدة، إيماناً بأهمية العمل المشترك، مما يسهم في تغليب المصالح الوطنية العليا على غيرها

تأتي هذه القمة بعد حوالي شهرين من قمة غير عادية عُقدت في القاهرة، حيث تبنت الدول العربية خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بذل جهود كبرى لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تمهيداً لبدء عملية سياسية جادة، مشيراً إلى الدور الذي لعبته الولايات المتحدة سابقاً في إبرام معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل
من جانبه، حذر أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، من السياسات الإسرائيلية المتهورة في فلسطين وسوريا ولبنان، والتي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة بأسرها، وأكد أن قضية فلسطين وحق شعبها في إقامة دولته المستقلة ستظل محور اهتمام الجامعة العربية حتى تتحقق هذه الدولة على أرض الواقع، وفيما يتعلق بسوريا، أشار أبوالغيط إلى أن البلاد تمر بمرحلة صعبة، معرباً عن ثقته بأن رفع العقوبات الأمريكية سيساهم في تحسين الوضع الاقتصادي في سوريا
أما في لبنان، فقد أكد أبوالغيط أن البلاد تواجه تحدياً تاريخياً يتمثل في التعافي وتعزيز سيادة الدولة، مع ضرورة حصر السلاح بيدها في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، معبراً عن أمله في أن تتمكن الدولة اللبنانية من تحمل هذه المسؤولية الكبيرة من أجل مستقبل أبنائها، فيما يتعلق باليمن، قال إن جماعة الحوثي تواصل الانفراد بمقدرات البلاد، مما يزيد من معاناة الشعب اليمني، مشدداً على أن الوضع لن يتحسن إلا إذا أدركت الجماعة ضرورة الانخراط في جهود وطنية لاستعادة الوحدة اليمنية، وفيما يخص ليبيا، أعرب أبوالغيط عن قلقه من استمرار الانقسام الذي يهدد وحدة الدولة.

وفي كلمته، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الدول والمنظمات الإقليمية والدولية إلى تبني خطة عربية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، تشمل وقف إطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل للاحتلال الإسرائيلي من غزة
كما حث على بدء عملية سياسية محددة زمنياً لتنفيذ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على أرض الواقع، معترفاً بأهمية الاعتراف الدولي بها وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وأكد عباس أن السلطة الفلسطينية ملتزمة بإصلاح مؤسساتها، معلناً استعدادها لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية العام المقبل، مشيداً بجهود مصر في دعم الفلسطينيين سياسياً وإنسانياً، وداعياً إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة لتمويل خطة إعادة الإعمار في غزة
وفي سياق متصل، أعلن العراق عن 18 مبادرة تهدف إلى تعزيز العمل العربي المشترك في كافة المجالات، حيث أشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في كلمته إلى أن من بين هذه المبادرات تأسيس صندوق عربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات، وكشف عن إسهام العراق بمبلغ 20 مليون دولار لإعمار غزة، ومبلغ مماثل لإعمار لبنان.