استكشاف فلسفة رولز حول المواطنة والتعليم في إصدار جديد من المركز القومي للترجمة

صدر مؤخرًا عن المركز القومي للترجمة، برئاسة الدكتورة كرمة سامي، النسخة العربية من كتاب “المواطنة والتعليم في فلسفة رولز”، تأليف فيكتوريا كوستا، وترجمة نادية جمال الدين ويونس عبد الغني.

يتناول هذا الكتاب قضايا معقدة تثير اهتمام الكثير من الباحثين والفلاسفة والمهتمين في جميع المجتمعات، حيث يسعى للإجابة عن تساؤلات تتعلق بماهية المجتمع العادل، وأهمية الاستقرار والتغيير الاجتماعي، بالإضافة إلى دور الأسرة في هذه الديناميات، فضلاً عن قضايا التنوع والتعدد الثقافي وعلاقتهما بتلك القضايا المعقدة.

تقوم المؤلفة بتفسير نظرية “رولز” للعدالة، التي تعتبر المواطنة أساسها الرئيسي، والتعليم هو الوسيلة الوحيدة لتحقيقها، حيث تركز على السياسات التعليمية التي تروجها الدولة، وتعتبرها القوة الدافعة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، كما يسلط الكتاب الضوء على دور الأسرة كمدرسة أولى للعدالة، وإسهاماتها الحيوية في التنمية الأخلاقية والسياسية للأطفال، ويناقش أيضًا كيف أن المدرسة تعد ضرورة لاستكمال التعليم الذي توفره الأسرة.

وُلد رولز في 21 فبراير 1921، وحصل خلال مسيرته الأدبية على العديد من الجوائز، من بينها جائزة شوك في المنطق والفلسفة، والميدالية الوطنية للعلوم الإنسانية في عام 1999، التي منحها له الرئيس بيل كلينتون تقديرًا لإسهاماته في إحياء إيمان جيل كامل من الأمريكيين بالديمقراطية، ويعتبر رولز أحد مؤسسي الليبرالية الاجتماعية، حيث اهتم بقضايا العدالة الاجتماعية، وقد أشار الفيلسوف الإنجليزي “جونثان وولف” إلى أن هناك جدلًا حول من هو الفيلسوف الثاني الأكثر أهمية في القرن العشرين، لكن لا شك في أن “جون رولز” هو الأكثر أهمية.

رأى رولز في فلسفته أن عدم المساواة الاقتصادية يجب أن يخضع لشرطين أساسيين، الأول هو أن تتاح المواقع والوظائف للجميع، والثاني أن يعود هذا الفرق الاقتصادي بالنفع على أقل أفراد المجتمع استفادة.