مواجهة عربية مثيرة لاقتناص ثاني أهم جوائز مهرجان كان السينمائي

تشهد مسابقة “نظرة ما” أو Un Certain Regard ضمن فعاليات الدورة 78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، التي تُعقد من 13 إلى 24 مايو الجاري، حضورًا جماهيريًا كبيرًا، حيث يشارك فيها ثلاثة أفلام عربية من مصر وفلسطين وتونس، مما يعكس التنوع الثقافي والسينمائي في المهرجان.

مقال له علاقة: وفاة المخرج الكبير عادل القشيري ونقابة الممثلين تعبر عن حزنها العميق

ترأست لجنة تحكيم “نظرة ما” هذا العام المخرجة البريطانية مولي مانينغ ووكر، وضمّت اللجنة أيضًا كل من: لويز كورفوازييه (فرنسا/سويسرا) – مخرجة وكاتبة سيناريو، وفانيا كالودجيرتشيتش (كرواتيا) – مديرة مهرجان روتردام السينمائي، وروبرتو مينيرفيني (إيطاليا) – مخرج ومنتج وكاتب سيناريو، وناهوييل بيريز بيسكايارت (الأرجنتين) – ممثل.

من نفس التصنيف: رحيل المنتج الفني صلاح حسن.. أبرز أعماله “الديلر” و”احكي يا شهرزاد”

بعد مشاركته في الفيلم القصير “عيسى”، يعود المخرج مراد مصطفى إلى مهرجان كان من جديد بفيلمه “عائشة لا تستطيع الطيران” (Aisha Can’t Fly Away)، الذي يمثل مصر في المسابقة الثانية من حيث الأهمية، حيث يستعرض الفيلم حياة مجتمع المهاجرين الأفارقة في مصر، ويركز على قصة عائشة، المهاجرة السودانية التي تعيش في حي يضم العديد من المهاجرين من دول أفريقية مختلفة.

يظهر مراد مصطفى اهتمامًا خاصًا بمجتمع الأفارقة في مصر في معظم أفلامه القصيرة، حيث شكلت نشأته في حي عين شمس الشعبي بالقاهرة صورة واضحة عن معاناتهم وظروف حياتهم وأحلامهم بمستقبل أفضل، لذا يسعى لتقديم نماذج متنوعة من خلال بحثه العميق وتفاعله مع تفاصيل حياتهم، مستفيدًا من موهبته في الإخراج رغم عدم دراسته الأكاديمية.

أما المشاركة الفلسطينية فتأتي من خلال فيلم “كان يا مكان في غزة”، الذي تدور أحداثه في غزة عام 2007، ويتتبع قصة يحيى، الطالب الجامعي الذي يكوّن صداقة غير متوقعة مع أسامة، صاحب مطعم فلافل ذو شخصية كاريزمية، حيث ينخرطان معًا في تجارة المخدرات تحت غطاء توصيل الساندويتشات، قبل أن تتعقد الأمور تحت تهديد شرطي فاسد يسعى لابتزازهما.

يقدم الفيلم كوميديا سوداء تمزج بين السخرية والدراما الاجتماعية، بأسلوب سينمائي مستوحى من أفلام الغرب الأمريكي من حيث الشكل البصري، مع معالجة جريئة للواقع الفلسطيني داخل غزة، حيث تتجلى سيطرة بعض الفصائل على حساب أخرى، مما ينعكس على حياة الناس اليومية ومعاناتهم المستمرة.

افتتحت المسابقة بفيلم “السماء الموعودة” (Promised Sky) للمخرجة التونسية إريج سهيري، مما يبرز الحضور المتزايد للسينما العربية في المهرجان الفرنسي عامًا بعد عام.

يروي الفيلم قصة ثلاث نساء من أصول إفريقية يعشن في تونس، وهن ماري، قسيسة وصحفية سابقة من ساحل العاج، ناني، أم شابة تسعى لمستقبل أفضل، والطالبة جولي القوية الإرادة، حيث تتغير حياتهن عندما يستقبلن كنزة، الطفلة اليتيمة التي تم إنقاذها من غرق سفينة.

على الرغم من أن الفيلم يتناول قضايا متعددة، إلا أنه يفتقر إلى الغوص في عمق مشاكل كل شخصية أو إبراز التطورات المحورية التي طرأت عليها، محاولًا اكتشاف التحديات التي تواجهها هؤلاء النساء في ظل التوترات الاجتماعية والاقتصادية، مسلطًا الضوء على قضايا الهجرة والهوية والتضامن.