هل كانت الحملة الفرنسية احتلالاً أم مشروعاً حضارياً؟ اكتشف الوجه المزدوج لهذه الحقبة التاريخية

في صيف عام 1798، أبحرت حملة فرنسية ضخمة بقيادة نابليون بونابرت نحو السواحل المصرية، حاملة معها المدافع والمطابع، في واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في تاريخ مصر الحديث.
مقال له علاقة: أنوشكا تكشف عن رغبتها في حذف مشهد ضرب ياسمين عبد العزيز في “وتقابل حبيب”
لم تكن الحملة مجرد غزو عسكري، بل كانت مشروعًا معقدًا يجمع بين الطموح الاستعماري، والمطامع الاقتصادية، والمظاهر الحضارية المموهة.
لماذا اتجهت فرنسا إلى مصر؟
جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر ضمن خطة أوسع لقطع الطريق أمام بريطانيا، خصم فرنسا الأول في ذلك الوقت، ومنعها من الوصول إلى مستعمراتها في الهند.
اعتبرت مصر نقطة استراتيجية حيوية على طريق التجارة العالمي، وأرضًا خصبة للنفوذ والسيطرة، خاصة في ظل ضعف الحكم العثماني وهيمنة المماليك على البلاد.
أهداف الحملة: بين الطموح العسكري والمشروع الحضاري
سعت فرنسا إلى تحقيق عدة أهداف من الحملة، أبرزها كان ضرب النفوذ البريطاني في الشرق، وفتح طريق مباشر نحو الهند.
بالإضافة إلى تأسيس مستعمرة فرنسية في قلب الشرق الأوسط، وتصدير مبادئ الثورة الفرنسية إلى “الشرق المتأخر”، بحسب زعمهم.
علماء الحملة: عندما غزا العلم الشرق
ما ميز الحملة الفرنسية عن غيرها من الحملات الاستعمارية هو اصطحاب نابليون لأكثر من 160 عالمًا فرنسيًا في مجالات متعددة.
أنشأ هؤلاء المجمع العلمي المصري، وأدخلوا أول مطبعة إلى مصر، وساهموا في إصدار أول جريدة مطبوعة باللغة العربية، إلى جانب توثيق شامل للحياة الطبيعية والاجتماعية في البلاد عبر كتاب “وصف مصر”.
المقاومة المصرية: ثورات بقيادة العلماء
رغم عنصر المفاجأة الذي اعتمدت عليه الحملة، لم يتقبل المصريون الاحتلال بصمت.
انطلقت ثورات شعبية متكررة في القاهرة والصعيد، قادها علماء الأزهر ورموز المجتمع.
أبرز هذه الانتفاضات كانت ثورة القاهرة الأولى عام 1798، ثم ثورة القاهرة الثانية عام 1800، والتي عبرت عن الرفض الشعبي الشامل للوجود الأجنبي.
شوف كمان: استمتع بإجازة شهر العسل في إيطاليا مع مي الغيطي!
نهاية الحملة: هزيمة عسكرية ورحيل سياسي
فشلت الحملة الفرنسية في تحقيق أهدافها الكبرى، خاصة بعد تحطيم الأسطول الفرنسي في معركة أبي قير البحرية على يد القائد الإنجليزي نيلسون.
ومع تصاعد المقاومة داخليًا، وتورط فرنسا في حروب أوروبية جديدة، انسحب الفرنسيون من مصر عام 1801، بعد ثلاث سنوات من الاحتلال الذي ترك بصمات معقدة على التاريخ المصري.
قد يهمك أيضاً :-
- رحلة الجاسوس إيلي كوهين من التجنيد إلى الإعدام: قصة مثيرة تكشف أسرار عالم التجسس
- تعزيز تنافسية الاقتصاد وفتح المجال للقطاع الخاص وفقًا لتصريحات المشاط
- علاقات مصر وفرنسا تتوسع نحو آفاق جديدة من التعاون السياسي وفقًا لكامل الوزير
- مصر تتولى رئاسة مبادرة منظمة التعاون الاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل مشترك
- "فوربس" تختار أمين سراج، العضو المنتدب لشركة هايد بارك العقارية، ضمن قائمة قادة الشركات العقارية الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط لعام 2025.
تعليقات