نسب تناول اللحوم اليومية قبل عيد الأضحى 2025 وفوائدها وأضرارها التي يجب معرفتها

نسب تناول اللحوم اليومية قبل عيد الأضحى 2025 وفوائدها وأضرارها التي يجب معرفتها

مع اقتراب عيد الأضحي المبارك، تتزايد التساؤلات والمخاوف حول أضرار تناول اللحوم والدهون الحيوانية، وكيفية تجنب هذه الأضرار مع الاستمتاع بشعيرة الأضحية وتناول اللحوم بما تحتويه من شحوم.

وفي السطور التالية، نستعرض كل ما يتعلق بتناول اللحوم، من أضرار وفوائد، وفق ما أفادت به الدكتورة غادة أحمد أبوالوفا، أستاذ كيمياء وتكنولوجيا الزيوت والدهون بالمركز القومي للبحوث.

أوضحت الدكتورة غادة أن الزيوت والدهون الغذائية، سواء كانت نباتية أو حيوانية، بما في ذلك شحوم ودهون المواشي، تعتبر من المكونات الأساسية لنظام غذائي صحي ومتوازن، ولا ينبغي أن يخلو غذاؤنا منها، لما لها من فوائد صحية عديدة، فهي تعد المصدر الرئيسي للطاقة التي يحتاجها جسم الإنسان، كما أنها تدخل في بناء العديد من الأعضاء والأنسجة مثل جدر الخلايا.

وأضافت أبو الوفا، في تصريحاتها اليوم الجمعة، أن الأنسجة الضامة والداعمة للأعضاء الداخلية وغيرها، تساهم في الحفاظ على صحة الجلد، وتمد الجسم بما يحتاجه من الفيتامينات الذائبة في الدهون، مثل فيتامينات A، D، E، K، وتعزز امتصاصها في الأمعاء الدقيقة، كما تدخل في تصنيع العديد من المواد اللازمة للعمليات الحيوية في الجسم، مثل الهرمونات، ولها دور أساسي في طهي الطعام، حيث تساهم في إعطاء الأطعمة المطبوخة الطعم والرائحة المستحبة لدى المستهلكين.

وتابعت أنه لابد أن يحتوي الطعام على الدهون بنسب تضمن الحصول على الاحتياج اليومي منها، حيث تتواجد الدهون والشحوم الحيوانية في عدة صور، منها كأجزاء متداخلة مع اللحم، أو في صورة كتلة منفصلة، كما هو الحال في ما يسمى بلية الخراف.

تشتهر اللحوم ومنتجاتها باحتوائها على نسبة عالية من الدهون، تظهر على شكل نسيج دهني متداخل مع اللحم، بالإضافة إلى النسيج الدهني تحت الجلد، ودهون الأحشاء، وتظهر أيضًا على شكل دهون مخزنة بين العضلات، ويمكن أن تتواجد أيضًا على شكل ترسبات دهنية داخل العضلات.

واستطردت أبو الوفا، بشكل عام تحتوي الدهون الحيوانية على 40-50% من الدهون أحادية عدم التشبع، التي تُعتبر مفيدة للقلب وصحة الجسم، نظرًا لقدرتها على رفع مستويات الكوليسترول النافع، مما يساعد في الوقاية من خطر الإصابة بالجلطات القلبية.

أثبتت الدراسات أيضًا أن تناول الدهون الحيوانية يُساعد في الحفاظ على وزن صحي، شريطة اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، حيث يعزز تناول الدهون الحيوانية الشعور بالشبع، ويحافظ على استقرار مستويات السكر في الدم عن طريق إبطاء امتصاص الكربوهيدرات، مما يمنع ارتفاع الأنسولين ويقلل الرغبة الشديدة المفاجئة في تناول الطعام.

تحتوي الدهون الحيوانية أيضًا على حمض اللينولييك (Conjugated linoleic acid CLA)، الذي يُساعد في تعزيز عمليات الأيض وحرق الدهون، مما يُساعد في خسارة الوزن، ولكن حتى تظهر هذه الفوائد، يجب تقليل استهلاك المنتجات المُصنّعة.

يمتاز حمض CLA بأنه يعمل كمضاد للالتهابات والسرطان، كما تحتوي الدهون الحيوانية على أحماض أوميجا 3 الدهنية، مثل DHA، التي تُعتبر ضرورية لنمو الدماغ والإدراك والصحة العقلية.

تساعد الدهون الحيوانية أيضًا على تجديد وتعزيز نشاط الخلايا التالفة، حيث تمد الجسم بمضادات الأكسدة المختلفة، وتتميز الدهون الحيوانية بثباتها ضد الأكسدة وقدرتها على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، مما يجعلها مثالية لطهي الطعام، حيث تعزز من النكهة الغنية والطعم اللذيذ للأطعمة المطبوخة.

وأشارت إلى أن تناول الدهون الحيوانية لا يشكل أي خطر على الصحة إذا تم استهلاكها باعتدال، بل على العكس، يُنصح بتناولها للاستفادة من الفوائد المذكورة، كما أرشدنا القرآن الكريم في قوله تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، حيث أن الإفراط في تناولها قد يؤدي للإصابة بالعديد من الأمراض مثل السمنة، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب، والسرطان، كما أن الإكثار من تناولها مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، لذا يجب الاعتدال في تناول الأطعمة الغنية بالدهون عمومًا.

ينصح بعدم تجاوز الاستهلاك اليومي من الدهون ما نسبته 20-30% من الغذاء اليومي، حتى نحصل على الفوائد ونتجنب الأضرار، وأن الوسطية والاعتدال في جميع أمور الحياة هو مفتاح الحفاظ على الصحة، والوصول إلى الإحساس بالرضا والسعادة، بعيدًا عن الحرمان والإسراف، وفي ذلك اتباعًا لتعاليم ديننا الحنيف، رزقنا الله وإياكم الصحة والعافية.

قد يهمك أيضاً :-