
في عام 1865، انتهت واحدة من أعنف الحروب في تاريخ الولايات المتحدة، عندما سلّم الجنرال الكونفدرالي روبرت إي. لي قواته إلى الجنرال الاتحادي أوليسيس غرانت في محكمة أبوماتوكس بولاية فرجينيا، وهكذا أسدل الستار على الحرب الأهلية الأمريكية التي استمرت لأربع سنوات، مزقت البلاد بين ولايات الشمال المؤيدة للاتحاد وولايات الجنوب المطالبة بالانفصال.
مقال له علاقة: صور جديدة لحفل عمرو دياب في الكويت تبرز أجواء عالمية ساحرة
خلفيات الصراع..عبودية وانقسام سياسي
تعود جذور الحرب إلى انقسامات عميقة بين الشمال الصناعي والجنوب الزراعي، حيث كان هناك خلاف كبير حول قضية العبودية، ففي الوقت الذي كان الشمال يسعى لإلغائها، تمسك الجنوب بها كمصدر رئيسي لاقتصاده القائم على زراعة القطن، ومع انتخاب أبراهام لينكولن رئيسًا في عام 1860، شعرت ولايات الجنوب بالتهديد، مما دفع إحدى عشرة ولاية للإعلان عن انفصالها عن الاتحاد وتشكيل “الولايات الكونفدرالية الأمريكية”.
حرب بكل المقاييس
استمرت الحرب من عام 1861 إلى 1865، وخلفت وراءها أكثر من 600 ألف قتيل، مما جعلها واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ أمريكا، شهدت المعارك استخدام تقنيات عسكرية حديثة في ذلك الوقت، بالإضافة إلى حصارات وتجويع ومواجهات شرسة، مثل معركة غيتيسبيرغ الشهيرة التي كانت نقطة تحوّل لصالح قوات الاتحاد.
مقال مقترح: «مثلما لعبت للأهلي والزمالك».. كريم فهمي يكشف أسراراً عن ماضيه: عملت كـ«أشور» وقمت بتوزيع المنشورات.
النهاية… والسلام الصعب
جاءت لحظة الحسم في أبريل 1865 بعد سلسلة من الهزائم المتلاحقة للجنوب، حيث استسلمت الجيوش الكونفدرالية تباعًا، وكانت البداية في أبوماتوكس، حيث قدم الجنرال لي استسلامه في مشهد طغت عليه المروءة والاحترام المتبادل بين القادة، لكن نهاية الحرب لم تعني نهاية الأزمات، فبعد إطلاق النار على الرئيس لينكولن بعد أيام قليلة من انتهاء الحرب، دخلت البلاد في مرحلة “إعادة الإعمار” التي استغرقت سنوات لإعادة دمج الجنوب في الاتحاد وإعادة بناء ما دُمّرته الحرب.
تعليقات