
أكد الدكتور أشرف العزازي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، على أهمية دور المجلس في صياغة السياسات الثقافية وتعزيز الحركة الثقافية والفكرية في مصر، حيث يعتبر أحد الأركان الأساسية التي تساهم في الحفاظ على الهوية الوطنية، كما يشكل منصة حيوية لدعم الإبداع والتبادل الفكري.
اقرأ كمان: بعد إغلاق عيادتها التجميلية.. أصالة تدلي بأول تصريح لدعم ابنتها شام الذهبي (التفاصيل)
وأوضح العزازي، خلال حواره مع وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الأربعاء/، أنه يسعى لتطوير دور المجلس في تعزيز الفكر المستنير تجاه قضايا الثقافة والفنون، مشيرًا إلى أن المجلس مسؤول عن وضع السياسة الثقافية للدولة المصرية عبر الأنشطة المتنوعة التي يقدمها، حيث يتم اختيار موضوعات محددة تهم الدولة وتنظيم ورش عمل ومؤتمرات بمشاركة علماء من مختلف أنحاء مصر، وليس من القاهرة فقط، مما يتيح للجميع التعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات تُرفع إلى وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، الذي يرفعها بدوره للجهات المعنية للاستفادة منها.
مقال له علاقة: نور إيهاب تتألق بإطلالة صيفية ساحرة بفستان قصير على إنستجرام
وأضاف أن المجلس يضم 24 لجنة تغطي جميع جوانب الحياة الأدبية والثقافية والاجتماعية، حيث يتم التركيز على كيفية اختيار الموضوع وكيفية العمل عليه، وهذا ما يميز عمل اللجان، مثل دراسة موضوعات الدراما والذكاء الاصطناعي والتغيرات المناخية والطاقة الجديدة والمدن النظيفة.
وتابع العزازي قائلًا: “الأنشطة لا تقتصر على المجلس فقط، بل يتم تنظيم فعاليات في جامعة القاهرة وكلية الإعلام والمكتبة المركزية، بالإضافة إلى مكتبة الإسكندرية وجامعتي دمياط والمنصورة، حيث نجوب جامعات مصر ونتعاون مع قصور الثقافة، مما يساهم في إيصال صوت المجلس الأعلى للثقافة إلى جميع المثقفين والقراء، لتصل المعلومات إلى الجميع حول الأنشطة الثقافية التي يقوم بها المجلس.”
ووجه العزازي رسالة لكل المهتمين بالشأن الثقافي والإبداعي، حيث أكد أن أبواب المجلس الأعلى للثقافة مفتوحة دائمًا لكل فئات المجتمع، معربًا عن ترحيبه بأية أفكار جديدة، بشرط أن تكون قابلة للتنفيذ وتخدم مصلحة الدولة، لأن العمل الجاد هو ما تحتاجه البلاد، وليس الشو الإعلامي.
وفيما يتعلق بنشاط إدارة الشئون الأدبية والمسابقات ومنح التفرغ، قال العزازي: “بدأنا بتنظيم موسم ثقافي يهدف إلى الوصول إلى جميع محافظات مصر من خلال تنظيم فعاليات متنوعة”، مشيرًا إلى اهتمامه بالمحافظات الحدودية والمدن النائية، حيث قام بزيارة للعريش وبئر العبد، ومؤخراً زار حلايب وشلاتين، وسيتوجه إلى مطروح ثم الداخلة والخارجة في الوادي الجديد، مستهدفًا إيصال صوت الدولة لأهالي هذه المناطق، وخاصة شمال سيناء.
وعن أبرز المشاريع الثقافية التي يتم العمل عليها حاليًا في المجلس، أوضح العزازي أن كل ما يتم تنفيذه يعتبر جديدًا، حيث سيتم تنظيم العديد من الفعاليات خلال عيد الأضحى وموسم الصيف المقبل في مدن مثل العلمين والداخلة والخارجة، وذلك بتكليف من وزير الثقافة.
وعن الجوائز المقدمة من المجلس، أكد العزازي أن أبرزها جائزة المبدع الصغير التي تم الإعلان عنها مؤخرًا، بالإضافة إلى جائزة الدولة التشجيعية والتقديرية وجائزة النيل التي تضم المبدعين العرب والمصريين.
وفيما يتعلق باللجان ودعم الثقافة في الصعيد، قال العزازي: “لدينا 24 لجنة تغطي جميع جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية والأدبية في مصر، ونعمل على تعزيز الأنشطة الثقافية في الصعيد بالتعاون مع قصور الثقافة، حيث لم نترك محافظة في الصعيد إلا وقدمنا فيها أنشطة ثقافية مثل المنيا وسوهاج وأسيوط.”
وعن دور المجلس في دعم الشباب والمواهب الشابة، أشار العزازي إلى أنهم يدعمون ليس فقط الشباب بل أيضًا ذوي الهمم، حيث تم عقد ندوة بعنوان “مشروع حلم” بناءً على طلبهم، كما تم الإعلان عن جوائز للشباب الجامعي في مختلف التخصصات الأدبية والثقافية، مؤكدًا على أهمية الاهتمام بالشباب كونهم المستقبل.
وفيما يخص الشراكات مع الوزارات المعنية، أوضح العزازي أن هناك شراكات قائمة مع وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والشباب والرياضة والاتصالات والأزهر الشريف، بهدف وصول المنتج الثقافي لأكبر عدد من المتلقين، حيث يستهدف المجلس حوالي 30 مليون طالب من خيرة شباب مصر، وقد تم تدشين مبادرة “المليون كتاب” التي تهدف إلى إهداء مليون كتاب للجهات المشاركة لتعزيز الثقافة والوعي المعرفي في جميع المجالات.
وأشار العزازي إلى أن هذه المبادرة تأتي كخطوة جادة لنشر الثقافة، حيث ستركز على الكتب التي تسهم في بناء الإنسان وتطوير قدراته، انطلاقًا من إيمان الدولة بأن الثقافة هي أساس بناء المجتمعات المتقدمة، وأن الكتاب هو الركيزة الأساسية لاحتضان العلوم والأفكار.
وعن تعامل المجلس مع القامات الثقافية المصرية، قال العزازي: “كل قامة أدبية وثقافية تحصل على حقها، حيث يأتي الاحتفاء في إطار توجه وزارة الثقافة لتكريم القامات الوطنية، مما يعزز من حضور الرموز الثقافية في الوعي العام، ويحفز الأجيال الجديدة على مواصلة مسيرة الإبداع والتميّز، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك هو تكريم الكاتب الكبير محمد سلماوي مؤخرًا بحضور وزير الثقافة الذي أعلن عن إنتاج أحد أعماله المسرحية وعرضها في المحافظات احتفالا بثمانينية الأديب الكبير.”
وبشأن مستقبل الثقافة في مصر، أكد العزازي أن الأنشطة التي يتم تنظيمها تعكس مستقبل الثقافة، حيث عقدت إدارة مركزية واحدة في المجلس أكثر من 180 نشاطًا خلال 6 أشهر، مما يبرهن على أن مستقبل الثقافة في مصر بخير، فمصر هي الثقافة والتراث والتاريخ.
الجدير بالذكر أن الدكتور أشرف العزازي هو أستاذ بكلية الدراسات الإفريقية العليا، وقد تولى العديد من المناصب الدبلوماسية، منها الملحق الثقافي المصري ومدير المركز الثقافي المصري في نيجيريا وموريتانيا، كما كان مستشارًا ثقافيًا في سفارة مصر بالسعودية، ونجح في تطوير الخدمة الإلكترونية للطلاب المصريين في السعودية، حيث قدمت خدمات لأكثر من 2.5 مليون مواطن مصري هناك، وحصل على العديد من التكريمات في المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
كما شغل العزازي منصب رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات بوزارة التعليم العالي، ثم مستشارًا ثقافيًا بسفارة مصر بالسعودية، قبل أن يصبح أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للثقافة.
قد يهمك أيضاً :-
- احتفالية مميزة ببلوغه الثمانين تكشف عن توجيه وزير الثقافة لإنتاج إحدى مؤلفات محمد سلماوي
- محمد رياض يتولى رئاسة المهرجان القومي للمسرح المصري من جديد وتجديد التكليف له
- الدراما وأثرها في تشكيل قيم الشباب والمراهقين في مناقشات المجلس الأعلى للثقافة
تعليقات