لماذا اختار باتريك وايت الابتعاد عن الشهرة والنجومية؟

لماذا اختار باتريك وايت الابتعاد عن الشهرة والنجومية؟

في عالم الأدب، يسعى العديد من الكتاب إلى الشهرة والأضواء والتكريمات وحفلات الجوائز، لكن باتريك وايت، الكاتب الأسترالي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل في الأدب، اختار مسارًا مختلفًا تمامًا، حيث رفض الأضواء، وقاطع الإعلام، وامتنع عن حضور حفل نوبل بنفسه.

رفض الحضور إلى حفل نوبل

في عام 1973، أعلنت الأكاديمية السويدية عن فوز باتريك وايت بجائزة نوبل في الأدب، تقديرًا لسردياته الملحمية والمعقدة التي كشفت عن عمق النفس البشرية، لكنه بدلاً من السفر إلى ستوكهولم لتسلم الجائزة كما يفعل الجميع، أرسل صديقه ومترجمه Barry Humphries نيابة عنه، فقد اعتبر أن الجائزة شرف للأدب وليس مناسبة للعرض أو التصفيق.

قال لاحقًا في حوار نادر: “الجوائز تُمنَح غالبًا لمن لا يحتاجونها، وأنا لا أحتاج إلى تصفيق المجتمع الثقافي”

شخصية معقدة… وصراع داخلي دائم

كان وايت معروفًا بعزلته القاسية عن الحياة الثقافية والاجتماعية في سيدني، رغم شهرته الواسعة، فلم يكن يحب الأحاديث الصغيرة أو الأضواء، واعتبر أن الكاتب كلما اقترب من الحياة العامة، فقد شيئًا من صدقه الفني، وكانت تلك العزلة ليست مجرد خيار اجتماعي، بل انعكاسًا لحساسية داخلية عالية، ومعاناة من شعور دائم بالاغتراب كونه كاتبًا مثليًا في مجتمع محافظ، وروائيًا ينتمي لبلد لم يكن الأدب جزءًا من هويته الثقافية الأساسية.

الإبداع في الصمت: “الكلمات تتحدث بدلًا عني”

في مقابلة قصيرة، قال وايت: “الناس يسألونني: لماذا لا تخرج للناس؟ والجواب بسيط: لقد قلت كل ما أريد في كتبي”

أعماله، مثل The Tree of Man وVoss، تحمل عمقًا نفسيًا وفلسفيًا كبيرًا، وتغوص في أسئلة الهوية والروح والموت والعزلة تمامًا كما عاشها هو، فليست العزلة هنا هروبًا، بل كانت شرطًا للإبداع.

موقفه من الإعلام..قطيعة كاملة

لم يكن باتريك وايت يحب الإعلام ولا يرى فيه وسيلة مفيدة، بل اعتبر أن الصحافة أفسدت العلاقة بين الكاتب والقارئ، وأن الشهرة المبالغ فيها تُفقد الكاتب سلطته الأدبية، ولهذا لم يظهر على التلفاز إلا نادرًا، ولم يجر مقابلات إلا حين شعر أن الأدب أو المبدأ يتطلبان ذلك.

قد يهمك أيضاً :-