بوتين يستقبل أرملة رئيس وزراء اليابان السابق في لحظة تاريخية تجمع بين الذكريات والدبلوماسية الصامتة

استقبل الرئيس الروسي أرملة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، السيدة أكي آبي، خلال زيارة غير رسمية قامت بها إلى العاصمة الروسية موسكو، وتأتي هذه الخطوة الدبلوماسية بعد أشهر من لقائها الرئيس الأمريكي في مقر إقامته بفلوريدا.

زيارة دون تنسيق رسمي وسط توتر دبلوماسي

رغم أن الزيارة لم تكن بصفة رسمية، فإنها أثارت تساؤلات في طوكيو، حيث أعلنت الحكومة اليابانية أنها لم تتلقَّ إخطارًا مسبقًا بشأنها، وأكدت أنها لا تملك معلومات حول تحركات السيدة آبي، البالغة من العمر 62 عامًا، في الأراضي الروسية، وأفادت شبكة «NHK» اليابانية بأن هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد خلاله العلاقات بين طوكيو وموسكو توترًا متصاعدًا على خلفية اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022.

من نفس التصنيف: عطلة رسمية في الكويت قريبًا.. اكتشف التفاصيل المثيرة لهذه البشرى السارة

وخلال اللقاء، أشار الرئيس الروسي إلى العلاقات الوثيقة التي ربطت بينه وبين الراحل، مؤكدًا أن من أبرز أحلام الأخير كان توقيع معاهدة سلام بين اليابان وروسيا، وضع بوتين الزهور تكريمًا لـ«آبي»، قبل أن يرافق السيدة أكي في سيارته الرئاسية لحضور عرض باليه في مسرح «البولشوي» الشهير.

يُذكر أن الزعيمين التقيا أكثر من 27 مرة خلال فترة حكم آبي، حسبما أفادت به زوجته أكي، التي قالت إن زوجها كان يأمل في مواصلة اللقاءات حتى بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية، إلا أن الظروف السياسية حالت دون ذلك.

وبعد لقائها بالرئيس الروسي، حضرت أكي عرضًا فنّيًا بعنوان «الحصان الأحدب الصغير» على خشبة مسرح البولشوي، ووفق ما ذكره مسؤولو المسرح، غادرت السيدة آبي المكان من مخرج جانبي بعد انتهاء العرض مباشرة، في ظل إجراءات أمنية مشددة منعت الصحفيين من التواصل معها.

وعقب انتشار أخبار الزيارة، امتنع كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيماسا هاياشي، عن التعليق المباشر، موضحًا أن الحكومة لم تكن على علم بأي تنسيق مع السيدة أكي، وردًا على استفسارات الصحفيين حول توصيات الحكومة بعدم السفر إلى روسيا، أشار هاياشي إلى أن بلاده أصدرت بالفعل تحذيرات مشددة تطلب من المواطنين تجنب التوجه إلى هناك بسبب الوضع الأمني المعقّد.

مقال مقترح: بكين وواشنطن تزيدان من الأنشطة العسكرية في مناطق التوتر في آسيا

عُرفت أكي آبي، المولودة في عائلة ثرية، بدورها البارز كزوجة لرئيس الوزراء الأطول خدمة في تاريخ اليابان.

وخلال فترة توليه رئاسة الحكومة من 2006 إلى 2007، ومن ثم من 2012 حتى استقالته في 2020، لعبت أكي دورًا فاعلًا في المناسبات الرسمية، وحافظت على حضور لافت في الحياة العامة بعد اغتياله في يوليو 2022 خلال مشاركته في تجمع انتخابي.

سبق لأكي آبي أن التقت في ديسمبر 2024، قبيل توليه ولايته الرئاسية الجديدة، وأعربت في تصريحات لاحقة عن رغبتها في لعب دور يسهم في تعزيز العلاقات بين الدول، مستخدمة إرث زوجها السياسي كمنصة للحوار والانفتاح.