احتفاءً بأبطال لام شمسية في حفل جوائز الإنتاج الدرامي لحقوق الإنسان

رصدت عدسة بوابة مولانا لحظات مميزة أثناء تكريم أبطال مسلسل “لام شمسية” في حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي لحقوق الإنسان الذي أقيم مساء أمس في أحد فنادق القاهرة، حيث حرص على الحضور عدد من النجوم البارزين مثل الفنانة يسرا اللوزي، ومريم نعوم، ويارا جبران، وأسيل عمران، وعلي البيلي، وياسمينا العبد، بالإضافة إلى العديد من النجوم الآخرين.

مقال مقترح: مصر تبرز إمكانياتها الإنتاجية في جلسة نقاشية مثيرة مع صناع السينما في مهرجان كان

تجدر الإشارة إلى أن اختيار تكريم مسلسل “لام شمسية” جاء من لجنة التحكيم لأسباب عدة، حيث تم اختيار المسلسل لمعالجته الفنية المتميزة لقضية هامة وشائكة، ولفت الأنظار إلى عناصر أساسية تتعلق بحماية حقوق الطفل والدفاع عنها، كما أشار إلى ضرورة المواجهة والعلاج بدلاً من الهروب والتجاهل، مما جعله عملاً متكاملاً من حيث العناصر الفنية والتقنية، ليكون علامة بارزة في تاريخ الدراما التليفزيونية المصرية والعربية.

قيمة هذا المسلسل تكمن في تماسك بنائه وعمق شخصياته، فليس هناك جدوى من مناقشة قضية خطيرة بأسلوب درامي ضعيف، لأنه يسيء للقضية وللفن في آن واحد، ورغم أن التحرش بالأطفال هو محور القصة، إلا أن المسلسل يتناول موضوعات أعمق تتعلق بانتهاك الجسد والروح، واستباحة المساحة الخاصة، حتى لو كان الضحية طفلاً غير قادر على الإفصاح، كما يبرز أهمية تكاتف الشجعان لتحقيق العدالة، ويؤكد أن المعرفة بكيفية الحصول على الحق هي الأهم، بالإضافة إلى وجود من يدعمك في هذه الرحلة.

اقرأ كمان: سيكو سيكو يحقق أكثر من 40 مليون جنيه في ثاني أسبوع من عرضه بالسعودية

القصة تتناول العائلة، حيث يتعافى الشمل من التفكك، ويشرق النور من الهتك والسر، فالعائلة تمثل الحصن والسند، ولا يمكن استبدالها، فبينما للمدرسة دورها، إلا أنها ليست بديلاً، مما يعكس أهمية العائلة في مواجهة قضايا التحرش، فالمسلسل يمثل استرداد عائلتين لكرامتهما وحياتهما من أيدي مجرم ماكر.

بناء السيناريو يعتمد على الفضح والمواجهة، مما يعكس مفهوم “اللام الشمسية” الذي يتحدى المسلسل، ويظهر إدانة المتهم في نهايته، وهو اختيار فني موفق يؤكد أن إثبات التحرش ممكن، بشرط عدم الخوف والمثابرة وتضافر الجهود، وقد حقق المسلسل تأثيرًا يفوق ما يمكن أن تحققه عشرات البرامج والحملات، مما يجعلنا نتساءل عن تأخر الدراما في طرح هذه القضايا المهمة.

إن مسلسل “لام شمسية” يمثل نموذجًا يُحتذى به في تقديم أعمال درامية تعالج القضايا الاجتماعية المصرية بوعي ودون خوف، بأسلوب ذكي ومشوق، وبمواهب مميزة في جميع جوانب الإنتاج، مما يجعلها تنافس وتؤثر في المشاهدين، بعيدًا عن الأسلوب المباشر، وعلى مدار فترات مشاهدة عالية، أو طوال العام، حيث يعكس المسلسل هموم وأصوات من لم يتمكنوا من البوح، مما يثبت أن الدراما المستندة إلى الحياة تؤثر في الواقع وتدفع نحو التغيير، وتساعد في اكتشاف مواطن الخلل والنقص، مما يجعلنا أكثر شجاعة ووعياً في الدفاع عن قيم الحق والخير والجمال.

هذا يأتي في إطار جهود المجلس القومي لحقوق الإنسان لنشر ثقافة حقوق الإنسان، لما تتمتع به الدراما التليفزيونية من تأثير كبير في تشكيل الوعي، سواء كان سلباً أو إيجاباً.

تقوم قيادات المجلس القومي لحقوق الإنسان وأعضاء اللجنة الثقافية بتكريم الأعمال الفائزة بحضور نخبة من الفنانين والشخصيات العامة وكبار الصحفيين والكتاب وممثلي المجتمع الحقوقي والمدني، حيث خضعت الأعمال الدرامية التي عرضت خلال شهر رمضان للتقييم من قبل لجنة تضم كبار النقاد تحت إشراف لجنة الحقوق الثقافية، وتم اختيار 5 أعمال لتكريمها في هذه الاحتفالية التي تُعد تقليدًا سنويًا منذ 14 عامًا، ضمت اللجنة هذا العام الناقد الفني الكبير طارق الشناوي (رئيس اللجنة) وعضوية كلاً من الأب بطرس دانيال والأساتذة النقاد سيد محمود ومحمود عبدالشكور وهالة البدري.

تابعت اللجنة أربعين عملاً دراميًا عُرضت خلال شهر رمضان، حيث تم تصنيفها وفق معايير دقيقة وصولاً إلى الإعلان عن أفضل الأعمال التي تميزت بتناول قضايا إنسانية واجتماعية بعمق ووعي ومسؤولية.

صرح عزت إبراهيم أمين اللجنة الثقافية أن هذا الحدث يأتي في إطار جهود المجلس لتعزيز دور الفنون، وخاصة الدراما، في نشر ثقافة حقوق الإنسان وترسيخ قيمها في المجتمع المصري، مما يعكس دعماً أكبر للأعمال التي تدعم نشر هذه الثقافة، خاصة الدراما التلفزيونية التي تحظى بمشاهدات عالية لعقود طويلة في مصر.

كما سيتم تكريم اسم فؤاد المهندس، أحد رموز الفن المصري، تقديراً لإسهاماته الفنية المتميزة، بالإضافة إلى تكريم الفنان القدير محمد صبحي الذي أثرى الساحة الفنية بأعماله الهادفة التي تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية مهمة.

يُذكر أن المجلس القومي لحقوق الإنسان هو مؤسسة وطنية مستقلة تأسست عام 2003، تهدف إلى تعزيز وتنمية وحماية حقوق الإنسان والحريات العامة، وترسيخ قيمها ونشر الوعي بها، والإسهام في ضمان ممارستها، حيث يقوم المجلس بإصدار تقارير سنوية عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، ويعمل على تقديم المقترحات والتوصيات للجهات المختصة لضمان حماية حقوق الإنسان ودعمها وتطويرها.