
كرم المجلس القومي لحقوق الإنسان، خلال حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي المتميز الذي يسلط الضوء على قيم ومبادئ حقوق الإنسان في موسم رمضان ٢٠٢٥، عددًا من الفنانين والأعمال الدرامية.
حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي المتميز.
مقال له علاقة: اكتشف هوية أول بطولة فنية لـ «ستاند أب كوميدي» وآخر رجل في العالم
خلال احتفالية أقيمت مساء أمس الأول، منح المجلس الفنان محمد صبحي درع «إنجاز العمر» تقديرًا لمسيرته الفنية الطويلة التي أثرت في الساحة الدرامية، حيث تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية مهمة، وأسهمت في تشكيل وعي أجيال كاملة على مدى أكثر من ٣٠ عامًا، كما تم تكريم اسم الفنان الراحل فؤاد المهندس، بمنحه «جائزة التميز» كأحد رموز الفن المصري، تقديرًا لإسهاماته الفنية المتميزة.
من جانبه، أعرب صبحي عن سعادته الكبيرة بهذا التكريم، حيث قال: «هذا التكريم وسام على صدري، ويأتي في وقت أصبحت فيه حقوق الإنسان غائبة عن كثير من دول العالم، نجد في مصر من يكرم الفن الملتزم بحقوق الإنسان، وهذا يدعو للفخر».
حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي المتميز.
أعلنت لجنة الحقوق الثقافية أن لجنة الجائزة لهذا العام ضمت عددًا من كبار النقاد برئاسة الناقد الفني طارق الشناوي، وعضوية الأب بطرس دانيال، والنقاد سيد محمود، ومحمود عبد الشكور، وهالة البدري، مشيرة إلى أن الاختيار وقع على ٥ أعمال لتكريمها في هذه الاحتفالية التي أُطلقت كتقليد سنوي قبل ١٤ عامًا.
تابعت اللجنة ٤٠ عملًا دراميًا عُرضت خلال شهر رمضان، حيث تم تصنيفها وفق معايير دقيقة وصولًا إلى الإعلان عن أفضل الأعمال التي تميزت بتناول قضايا إنسانية واجتماعية بعمق ووعي ومسؤولية، ومنحت اللجنة الجوائز للمسلسلات المكرمة خلال الحفل، وهي مسلسل لام شمسية، وظلم المصطبة، و٨٠ باكو، وولاد الشمس، وقلبى ومفتاحه.
حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي المتميز.
مقال له علاقة: شافكي المنيري تتحدث عن أزمة بوسي شلبي وأبناء محمود عبد العزيز.. مشاعر مؤلمة تلامس القلوب
قال عزت إبراهيم، أمين اللجنة الثقافية، إن هذا الحدث يأتي في إطار جهود المجلس لتعزيز دور الفنون، وخاصة الدراما، في نشر ثقافة حقوق الإنسان وترسيخ قيمها في المجتمع المصري، وإظهار دعم أكبر للأعمال التي تدعم نشر هذه الثقافة، خاصة الدراما التليفزيونية التي تحظى بمشاهدات عالية لعقود طويلة في مصر.
أكدت اللجنة في حيثيات منحها جائزة «إنجاز العمر» لمحمد صبحي أنه ليس فقط صاحب رصيد فني استثنائي، بل هو أيضًا صاحب موقف ورسالة، حيث اختار منذ بداياته ألا يكون الفن عنده ترفًا أو مجرد ترفيه، بل وسيلة للارتقاء بالعقل، وتحفيز الضمير، وخدمة القضايا الكبرى للمجتمع، فكانت أعماله – من المسرح إلى التليفزيون – مرآة حقيقية تعكس هموم الناس، وتطرح الأسئلة الشجاعة، وتفتح نوافذ الحوار لا أبواب الهروب، مؤكدة أن تكريمه لا يأتي فقط تتويجًا لمسيرة إبداعية رفيعة، بل لأنه جسد في مسيرته جوهر الفن كحق من حقوق الإنسان، واستخدم المسرح والدراما أداة للتحرير لا للتخدير، ومنبرًا للحقيقة لا للزيف، ومجالًا للوعي لا للانفصال عن الواقع.
حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي المتميز.
شددت اللجنة على أن محمد صبحي جسد عبر أعماله وفنه ومواقفه معنى أن يكون الفنان مواطنًا مسؤولًا، لا ينفصل عن قضايا وطنه، ولا يتنازل عن رسالته، ولم يقف عطاؤه عند حدود الخشبة أو الكاميرا، بل امتد ليؤسس مدينة للفنون والثقافة، ويحتضن المواهب الجديدة، ويقود مبادرات اجتماعية وثقافية، ويقف دائمًا إلى جانب الفئات الأكثر احتياجًا، مدافعًا عن كرامة الإنسان وحقه في الفن والمعرفة والجمال.
حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي المتميز.
أكدت اللجنة في حيثيات منحها «جائزة التميز» للفنان الراحل فؤاد المهندس، أنه كان رمزًا من رموز الضمير المصري والعربي، ورجلًا لم يكن فقط نجمًا على خشبة المسرح أو شاشة السينما، بل كان مدرسة فنية وإنسانية متكاملة، لافتة إلى أنه في سبتمبر الماضي احتفلت مصر بمئوية مولده، والآن تستحضر مسيرة استثنائية امتدت لأكثر من ٥ عقود، قدم خلالها أكثر من ١٦٠ عملًا ما بين المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة، أضحكنا وأبكانا، حرّك فينا المشاعر، وغرس في وجداننا قيمة الضحكة الصادقة التي لا تفرغ المعنى من مضمونه، ولا تسف بالذوق أو العقل.
حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي المتميز.
أوضحت اللجنة أن فؤاد المهندس لم يكن مجرد ممثل، بل كان مثقفًا نابعًا من بيت عريق، نشأ بين دفاتر والده زكي المهندس، صديق طه حسين، وتكونت شخصيته ما بين الطفولة على يد «بابا شارو»، والمراهقة في مسرح الريحاني، والنضج على خطى تشارلي تشابلن، وأنه آمن بأن الفن رسالة، لا خيارًا ترفيهيًا، وقد ظل طوال عمره حارسًا لهذه الرسالة، فلم يساوم، ولم يتنازل، ولم يخلع عباءة الاحترام من أجل لحظة ضحك عابرة.
وجاء في حيثيات اختيار لجنة التحكيم لمسلسل «لام شمسية»، أن اللجنة اختارت المسلسل لمعالجته الفنية البارعة لقضية شائكة وخطيرة ومسكوت عنها، ولفت الأنظار ليس فقط إلى عناصر أساسية في حماية حقوق الطفل والدفاع عنه، ولكن أيضًا إلى ضرورة المواجهة والعلاج، بدلاً من الهروب والتجاهل، وذلك في عمل متكامل في عناصره الفنية والتقنية، سيؤرخ به في مجال الدراما التليفزيونية المصرية والعربية، معتبرة أن قيمة هذا المسلسل أولاً في تماسك بنائه، وكتابة شخصياته، فلا معنى لمناقشة قضية خطيرة بطريقة درامية هزيلة أو ضعيفة، لأن ذلك يسيء إلى القضية كما يسيء إلى الفن.
وجاء في حيثيات اختيار لجنة التحكيم لمسلسل «ولاد الشمس»، إنه عمل درامي ناضج وجريء، يعالج مشكلة حقيقية لفئات مهمشة تعرضت للانتهاك والمعاناة، ينحاز للدفاع عنهم، ويختار حكايات إنسانية مؤثرة، ويكمل قصته بتقديم نماذج واقعية، تحكي أمام الكاميرا تفاصيل ما عاشته من ظروف صعبة، وأن المسلسل نجح أيضًا بجدارة في تقديم مواهب شابة ممتازة، في أدوار لا تُنسى، جنبًا إلى جنب مع أستاذية نجم كبير، مما منح العمل تكاملاً وتميزًا مستحقًا.
أما حيثيات اختيار لجنة التحكيم لمسلسل «ظلم المصطبة»، فتلخصت في أنه تميز بتكامل عناصره الفنية وقاد مشاهديه لإعادة اكتشاف بيئات محلية ثرية بتناقضاتها وفضاءاتها الجمالية التي أهملتها الدراما لعدة عقود، كما استعاد رمزيات وثيقة الصلة بمضمون الثقافة الشعبية المتأصل في النفوس والذي لا يزال يحكم الكثير من العقليات ويقود سلوكها ويرسم آفاق علاقاتها الإنسانية، موضحة أن المسلسل يحاكم المجتمع المحافظ بشجاعة ويكشف عوراته القائمة على أنماط من التسلط الذكوري المتستر بالتحالف مع خطاب ديني متشدد، فضلاً عن سحق الضعفاء، وجاء في حيثيات اختيار مسلسل «٨٠ باكو» أن المسلسل يفتح الأعين مجددًا على ما تعانيه فئة من النساء في مجتمعاتنا من مشكلات بهدف التحايل على واقعها الاجتماعي البائس.
يتوقف المسلسل أمام حالات متنوعة للمرأة المعيلة التي تتحمل مسؤولية تأسيس الأسر أو الحفاظ عليها في صورة حية من صور المقاومة بالحيلة بحثًا عن نافذة للنور، ويتحول مجال عمل بطلات المسلسل في حرفة التجميل إلى استعارة جمالية وثيقة الصلة بموضوعه الذي كتبته غادة عبد العال برهافة وحساسية فائقة، كما يشير اختيار صالون التجميل كفضاء للأحداث الرئيسية إلى ما يمثله كعلامة على المكان الحميم الذي يصعب اختراق تفاصيل مركزة على العلاقة المتوترة التي يمكن أن تنشأ بين الداخل الحميم والخارج، الذي يرغب في انتهاكه.
فيما يخص حيثيات اختيار لجنة التحكيم لمسلسل «قلبى ومفتاحه» فقد ركز على مشكلة «المحلل» وهي متكررة في الدراما المصرية، لكنه يشير معها إلى شيوع مختلف صور العنف في مجتمعنا، ويقدم في نفس الوقت تحية حارة إلى تجارب حب رومانسية يمكن أن تولد في سياق حافل بمختلف التوترات لدرجة أنها تتحول معه إلى تجارب شبه مستحيلة.
قد يهمك أيضاً :-
- موعد مباراة نهائي كأس مصر 2025 بين الزمالك وبيراميدز وكيفية حجز التذاكر عبر تذكرتي
- لقاء جزائري نيكاراغوي يعزز الدعم لفلسطين والصحراء الغربية
- رحيل سميحة أيوب يؤثر على مهرجان بورسعيد ويترك بصمة في عالم المسرح العربي
- إبراهيم عادل يتفوق على زيزو وإمام عاشور في رأي لاعب بيراميدز
- خلال خمسة أشهر.. 5 حالات طلاق بارزة في الوسط الفني تشمل السقا وعبد المنعم
تعليقات