استعراض أبرز لحظات مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية 2023

اختتم مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، برئاسة الدكتور ياسر محب، دورته الخامسة بعد سلسلة من الفعاليات السينمائية والثقافية التي أقيمت من ٢٦ إلى ٣٠ مايو في مكتبة مصر الجديدة، وذلك احتفالًا بمرور ١٢٠ عامًا على تأسيس حي مصر الجديدة وقصر البارون على يد المهندس البلجيكي البارون إمبان، وسط حضور جماهيري وإعلامي كبير.

وخلال حفل الختام، أعلن الدكتور ياسر محب عن إطلاق منصة وتطبيق مخصص للهاتف يتناول جميع المناطق الصالحة للتصوير التابعة لمنظمة الفرنكوفونية، مؤكدًا أن هذه الدورة تمثل مرحلة مهمة في تاريخ المهرجان، حيث شهدت تفاعلًا واسعًا من الجمهور والإعلام وصناع السينما.

من نفس التصنيف: كارول سماحة وفريق مسرحية كله مسموح ي dedicون العرض لروح وليد مصطفى

وأشار رئيس المهرجان إلى أن الأفلام الفائزة ستعرض لاحقًا في عدة محافظات ضمن مبادرة «كارافان الفرنكوفونية» التي تهدف إلى نشر الثقافة السينمائية وتعزيز التبادل الثقافي بين مصر والدول الفرنكوفونية، كما وجه الشكر لأعضاء لجان التحكيم الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في ظروف استثنائية وتحت ضغط الوقت.

مقال مقترح: هل يعود سيد عبد الحفيظ لقيادة الأهلي من جديد؟ اكتشف الحقيقة!

تميز حفل الختام بأجواء احتفالية رائعة، حيث تم تكريم عدد من الرموز الفنية والنقدية، مثل الكاتب الكبير بشير الديك، الذي تسلمت تكريمه ابنته دينا بشير الديك، وقد حرص الحضور على التقاط الصور معها بعد عرض فيلم يسلط الضوء على مسيرة والدها الإبداعية.

كما تم تكريم النجمة شيري عادل تقديرًا لإسهاماتها الفنية في السينما والتليفزيون، بجانب تكريم سهام الجوهرى، رئيس مجلس إدارة جمعية مصر الجديدة، والدكتورة إيمان مهدى، مدير مكتبة مصر الجديدة، وحضر الحفل مجموعة من الفنانين والشخصيات الدبلوماسية البارزة.

أعلنت لجان التحكيم نتائج مسابقات المهرجان، حيث منحت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، برئاسة المخرج عادل عوض، جائزة أفضل فيلم «اللوتس الذهبية» للفيلم الكوري «فاميلي»، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى الفيلم الفرنسي «Under My Skin»، وقررت اللجنة حجب جائزة أفضل سيناريو «جائزة الدكتور بطرس غالي». كما احتفى المهرجان بالسينما الفلسطينية من خلال عرض ٦ أفلام ضمن فعالياته.

فيما أسفرت نتائج مسابقة الأفلام القصيرة، التي ترأسها المخرج أمير رمسيس، عن فوز الفيلم المغربي «Words of Others» بجائزة أفضل فيلم، بينما حصل فيلم «Bottles» على جائزة لجنة التحكيم، و«Roots» على جائزة أفضل سيناريو، بالإضافة إلى تنويه خاص لفيلم «Silence of Love» وفيلم «Jamila» كأفضل فيلم تسجيلي قصير. وفي مسابقة «٣،٢،١ سينما» التي ترأستها المخرجة نيفين شلبي، فاز فيلم «حركة الفن Art Movement» بجائزة أفضل فيلم.

أما لجنة تحكيم مسابقة جيل زد، برئاسة الفنان طارق الإبياري، فقد منحت جائزة أفضل فيلم لفيلم «سرداب»، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «النسر»، بالإضافة إلى تنويه خاص لفيلمي «صدى الصمت» و«حته منى».

في أول ظهور لها، منحت لجنة تحكيم مسابقة أفلام الذكاء الاصطناعي، التي ترأسها المنتج عمرو قورة، جائزة أفضل فيلم للفيلم الأمريكي «Battalion» للمخرج ديف كلارك، الذي وصفه قورة بأنه طفرة سينمائية غير مسبوقة، وتقاسمت كل من «Atlantis» من تايوان و«رحلة إلى باريس» من فرنسا جائزة لجنة التحكيم الخاصة، بينما نال الفيلم المصري «رحلة على النيل» تنويهًا خاصًا.

كما أعلنت إدارة المهرجان عن جائزة للأفلام الطبية، تحمل اسم المستشار الدكتور عمرو عبدالرازق، حيث ذهبت الجائزة للفيلم الروائي المصري القصير «بصيره لا تقهرها الغيوم» تأليف وإخراج سيف الدين خالد، وأكد الدكتور عمرو عبد الرازق أنه نظرًا لنجاح التجربة، سيتم مضاعفة عدد الأفلام الفائزة في النسخة المقبلة لدعم السينمائيين في مجالي السينما والطب.

وفيما يخص مسابقة أفلام الرسوم المتحركة، برئاسة شروق شلبي، فقد فاز فيلم «Terra ٤ Tree» من فرنسا بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة للأطفال والشباب، بينما حصل فيلم «Art Movement» من مصر على أفضل إنتاج لورشة عمل، وقدمت اللجنة تحية خاصة للطفل الموهوب «N. فليب»، بطل فيلم «Miserable Island» تقديرًا لأدائه المتميز.

شهدت الدورة الخامسة للمهرجان، التي أقيمت أنشطتها في مكتبة مصر الجديدة والمركز الثقافي اليوناني، مشاركة ٧٧ فيلمًا من ٣٧ دولة، تنوعت بين أفلام روائية طويلة وقصيرة، وأفلام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى أفلام جيل زد، وأفلام «٣،٢،١ سينما» التي تقل مدتها عن أربع دقائق.

كما احتفى مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية بالتعاون مع المركز الثقافي اليوناني بمرور ١٢٠ عامًا على انطلاق السينما اليونانية، حيث تم افتتاح معرض أفيشات السينما اليونانية، الذي عرض تاريخ السينما في اليونان من خلال ملصقات لأشهر الأفلام، بالإضافة إلى عرض الفيلم اليوناني «اللاجئة» الذي يعكس تجربة إنسانية مؤثرة، وحضره عدد من جمهور المهرجان والسينمائيين وأعضاء الجالية اليونانية في مصر.

قال المؤرخ اليوناني ينى ميلاخرينوديس إن فيلم «اللاجئة» للمخرج توجو مزراحى يُعتبر حالة نادرة ومميزة في تاريخ السينما، إذ تم إنتاجه في مصر عام ١٩٣٨، رغم تصوير جميع مشاهده الخارجية في اليونان، مما يعكس بوضوح العلاقات الثقافية العميقة بين مصر واليونان.

أضاف: «الفيلم مصري الإنتاج بممثلين يونانيين، وهو ما يبرز التعاون الفني المشترك بين البلدين، وعلى هامش المهرجان أقيمت ورشة تدريبية للمخرج الكبير عادل عوض، تناول خلالها قراءة نقدية لفيلم «العودة» للمخرج العالمي ستيفن سبيلبرج.

وأكد عادل عوض سعادته بالمشاركة في فعاليات المهرجان، مشيرًا إلى استفادته الكبيرة من الدورة التدريبية، حيث كان متحمسًا لنقل خبراته إلى الشباب وصناع الأفلام، معتبرًا أن هذه المشاركة خطوة مهمة في تعزيز الوعي السينمائي.

تضمنت فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان تكريم الفنانة ليلى علوى، والاحتفاء بالكاتب الكبير محمد سلماوى، حيث عُرض فيلم عن إبداع الكاتب الكبير تحت عنوان «٨٠ عامًا من الإبداع». كما عرض المهرجان فيلمًا وثائقيًا يوثق التاريخ الفني في مصر من عيون صناعها، محتفيًا بذكرى مناسبات وفنانين أثروا الثقافة والفن المصري.

شهدت الفعاليات أيضًا حضور الموسيقار فاروق سلامة والموسيقار مجدي الحسين، حيث قدما مقطوعات لأم كلثوم احتفاءً بمرور خمسين عامًا على رحيل «كوكب الشرق»، وقد تفاعل الجمهور بشكل كبير مع هذا الأداء الرائع.

تهدف الدورة الخامسة إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الدول الفرنكوفونية وجمهور السينما، بالإضافة إلى تقديم باقة متنوعة من الأفلام التي تعكس غنى وتنوع الإبداع السينمائي في الفن والثقافة الفرنكوفونية، مع احتفاء خاص بالسينما الفلسطينية من خلال عرض مجموعة من الأفلام في مسابقات المهرجان المختلفة.

كما تم تخصيص برنامج خاص بعنوان «قصص سينمائية.. من أرض الملاحم»، بالإضافة إلى برنامج مخصص للأفلام السينمائية التي تعنى بنشر الوعي الطبي.