احتفالية محافظ المنيا بمزارعي المدرسة الحقلية في منشأة المغالقة تعزز تمكين المجتمعات الريفية

قام اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا، اليوم الاثنين، بزيارة المدرسة الحقلية بقرية منشأة المغالقة في مركز ملوى، حيث أعرب عن إعجابه بنجاح تجربة إنتاج محصول القصب بالشتل لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك في إطار متابعة نتائج التجربة الميدانية الناجحة لمدارس المزارعين الحقلية، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتعزيز الإنتاج الزراعي، واتباع الممارسات الذكية مناخياً، ضمن مشروع تمكين المجتمعات الريفية الضعيفة بمحافظة المنيا، الذي تنفذه وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبدعم من الحكومة النرويجية.

محافظ المنيا يحتفل بالمزارعين بالمدارس الحقلية بملوى ضمن مشروع تمكين المجتمعات الريفية الضعيفة بالتعاون مع “الفاو” والنرويج.

شوف كمان: بداية الفجر في القاهرة 3:53.. مواعيد الصلاة في المحافظات ليوم الجمعة 18 أبريل 2025

جاء ذلك بحضور الدكتور عماد إسماعيل مدير المشروع، محمد يعقوب مساعد ممثل منظمة الفاو في مصر، كرستين نبيل مساعد نائب وزير التضامن الاجتماعي، عبد الحميد الطحاوي وكيل وزارة التضامن، والمهندس محمد عبد الرحمن وكيل وزارة الزراعة، والمهندسة فاطمة عبد المنعم مدير عام الإرشاد الزراعي بالمديرية، وأحمد خلف رئيس مركز ملوى.

ممكن يعجبك: مصر تعبر عن استنكارها لقصف إسرائيل لمستشفى المعمدانية في غزة

خلال الزيارة، استقبلت السيدات المشاركات المحافظ بطريقة مميزة من خلال إنشاد أغنية فلكلورية تقليدية من تأليفهن، مما أضاف جواً من الفرح والاحتفال ويعكس روح التراث الثقافي المحلي، كما يعكس العلاقة القوية التي تجمع بين المحافظ ومواطني المنيا، ويعبر عن تقديرهم لجهوده في خدمة المجتمع.

بعد ذلك، تفقد محافظ المنيا مدرسة ريادة الأعمال الزراعية لإنتاج القصب بالشتل، والتي تخدم مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة لإنتاج 5000 شتلة، حيث استمع المحافظ إلى عرض تفصيلي من المشاركين بالمدرسة من ذوي الهمم حول مراحل إنتاج وزراعة القصب بالشتل، والتي تشمل (البراعم – الاستنبات – الصوبة الزراعية – الأرض المستديمة)، مما يسهم في توفير الأسمدة والمياه والمبيدات والأيدي العاملة، وتقليل كمية القصب المستهلك في إنتاج الفدان الواحد، حيث تقوم الجهات المنفذة بدعم المشاركين بكافة الأدوات اللازمة للإنتاج وتدريبهم لتحقيق أعلى معدل إنتاجية لشتلات القصب، ليكون فيما بعد مشروعاً مستقلاً لذوي الاحتياجات الخاصة.

كما شهد محافظ المنيا حفل تخرج مدارس المزارعين الحقلية، مشيداً بنجاح أول مدرسة حقلية بالمحافظة، وتعاون منظمة الأغذية والفاو ودورها الفعّال في جميع الأنشطة والمشروعات التي تتم على أرض المحافظة، مؤكداً أن ما تحقق هو نموذج مشرف للتعاون بين الجهات التنفيذية والمزارعين، ويسهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي للأسرة والدولة، مشدداً على أهمية استغلال كل شبر من الأراضي الزراعية، خاصة مع التوسع في استخدام ممارسات الزراعة الذكية، مما يعزز دخل المزارع ويحسن مستوى معيشته.

محافظ المنيا يحتفل بالمزارعين بالمدارس الحقلية بملوى ضمن مشروع تمكين المجتمعات الريفية الضعيفة بالتعاون مع “الفاو” والنرويج.

تبادل محافظ المنيا الحديث مع المزارعين المشاركين ومستفيدي المدرسة الحقلية، واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم لتطوير الأداء، مؤكداً دعم المحافظة الكامل لمثل هذه المبادرات التي تشجع على العلم والتطور في جميع مجالات الحياة.

أكد محافظ المنيا أن المشروع يمثل إضافة كبيرة للمنيا باعتبارها من أكبر المحافظات الزراعية في مصر، كما يتماشى مع استراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصري وتنمية الاقتصاد الأخضر وتحسين الأمن الغذائي ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب توفير أماكن لتسويق المنتجات وتقديم الدعم اللازم لأصحاب المشروعات لتحقيق النتائج المرجوة، مشيراً إلى أن المشروع يتفق مع المبادرة الرئاسية حياة كريمة “لتحسين الحياة المعيشية للمواطنين، وخاصة في الريف المصري.

من جانبه، استعرض الدكتور عماد إسماعيل مدير المشروع تجربة ونتائج مدرسة المزارعين الحقلية، موضحاً أن مدارس ريادة الأعمال الزراعية تستهدف تدريب 100 مزارع على أنشطة ريادة الأعمال، وعقب انتهاء التدريب سيتم إنشاء 50 مشروعاً فردياً، و5 مشروعات جماعية لصالح المتدربين من صغار المزارعين والمشاركين في المدارس الحقلية، كما يتم توعية المشاركين بأهمية التغذية الصحية السليمة، وتوعيتهم ببعض قضايا النوع الاجتماعي.

محافظ المنيا يحتفل بالمزارعين بالمدارس الحقلية بملوى ضمن مشروع تمكين المجتمعات الريفية الضعيفة بالتعاون مع “الفاو” والنرويج.

وأضاف “إسماعيل” أن المشروع يتم تنفيذه بدءاً من ديسمبر 2023 ويستمر حتى نوفمبر 2026 بدعم من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والمجلس القومي للمرأة، حيث يستهدف الفئات المستفيدة من برنامج تكافل وكرامة بواقع 10 قرى بمحافظة المنيا، ما بين صغار المزارعين الذين يزرعون مساحة أرض تقل عن فدان واحد، والسيدات والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة الباحثين عن العمل، والسيدات المعيلات اللائي يعاني أطفالهن من سوء التغذية، وذلك من خلال إجراء مسوحات أساسية اجتماعية واقتصادية قائمة على النوع الاجتماعي، بغرض تقييم الاحتياجات المعيشية للأسر الريفية ووضع استراتيجية لاستهداف المشاريع لتعزيز الدخل والمشروعات متناهية الصغر.

في ختام الزيارة، كرم المحافظ عدداً من النماذج الناجحة للمشاركين بالمدرسة الحقلية الأولى للكرنب، وسلم شهادات تقدير وهدايا عينية عبارة عن جهاز لابتوب يدوي يساعد في زراعة كافة محاصيل الحبوب، مما يوفر عمالة ووقت وجهد، كما يستطيع المزارع استخدامه كمشروع استثماري صغير من خلال زراعة المحاصيل بالأراضي الأخرى مقابل عائد مادي جيد.

يُذكر أن المشروع يستمر حتى نوفمبر 2026، ويستهدف تحسين سبل العيش لـ 2000 أسرة ريفية في 10 قرى من القرى الأكثر احتياجاً بمحافظة المنيا، من خلال ثلاثة محاور رئيسية: الزراعة الذكية مناخياً، ريادة الأعمال، والنوع الاجتماعي، بما يتماشى مع مبادرة “حياة كريمة”، وذلك في إطار المساهمة في الحد من الفقر وتعزيز الأمن الغذائي والتغذية، وسبل العيش المرنة للمجتمعات الريفية، وإعادة بناء نظام غذائي أكثر استدامة وقدرة على التكيف مع المناخ.