الجزائر تقدم ملف تصنيف القبور النوميدية إلى اليونيسكو لحماية التراث الثقافي

الجزائر تقدم ملف تصنيف القبور النوميدية إلى اليونيسكو لحماية التراث الثقافي

أعلن وزير الثقافة والفنون زهير بللو عن تقديم ملف “المسارات الثقافية للأضرحة الجنائزية والقبور النوميدية” إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) بهدف إدراجه في قائمة التراث العالمي.

جاء هذا الإعلان خلال زيارة الوزير يوم الإثنين إلى ولاية عين تموشنت، حيث أكد أن الضريح الملكي للملك سيفاكس يعدّ عنصرًا أساسيًا في هذا الملف.

كما أوضح الوزير أن عين تموشنت تحتضن مقومات أثرية وتراثية ذات قيمة علمية وثقافية عالية، مما يجعلها محط اهتمام الباحثين وعلماء الآثار.

في إطار الجهود المبذولة لاستغلال الموروث الثقافي في تعزيز التنمية المحلية، كشف وزير الثقافة عن تنظيم ورشة وطنية قبل نهاية سنة 2025، تهدف إلى تثمين المواد الثقافية وتحويلها إلى موارد اقتصادية تدعم السياحة والثقافة في الولاية، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الفاعلين المحليين.

متابعو الموقع يشاهدون:

كما أشار الوزير في تصريحاته إلى أهمية النشاط الثقافي المحلي، حيث شدد على التزام الوزارة بمواصلة دعم مختلف التظاهرات الفنية والثقافية في عين تموشنت، ومن أبرزها:

  • المهرجان الوطني لعرائس القراقوز
  • مهرجان تطوير الآلات الموسيقية النحاسية
  • أيام مسرح الشباب المزمع تنظيمها قبل نهاية السنة

ويمثل إيداع ملف الأضرحة النوميدية خطوة هامة نحو الاعتراف الدولي بقيمة التراث الجزائري، خاصة ما يتعلق بالحضارة النوميدية التي تُعتبر واحدة من أقدم وأعرق حضارات شمال إفريقيا.

ضريح سيفاكس

الملك سيفاكس يُعتبر من أوائل ملوك الأمازيغ الذين عاشوا في القرن الثالث قبل الميلاد، وفقًا لعدة مصادر.

وهو أحد أعلام الجزائر الأمازيغية الذين كانوا غيورين على وطنهم، وقد انتقل بحنكته وطموحه من قائد قبلي إلى ملك عمل على توحيد ممالك نوميديا الماسايسيلية والماسيلية على حد سواء.

استطاع جمع شملهما في كيان سياسي واحد أو مملكة استمرت ثلاث سنوات من 203 إلى 205 ق.م وعاصمتها سيغا (عين تموشنت حاليًا).

يتفق كثير من المؤرخين على أن سيفاكس عُرف وسط الماسايسيليين وغيرهم بالرزانة ورجاحة العقل والتريث في اتخاذ القرارات المصيرية، وهو ما كان واقعًا تارة مع روما، وأخرى مع قرطاج، وذلك لتهدئة حدة الصراع.

ويعد ضريح سيفاكس من أهم المعالم التاريخية في شمال إفريقيا، وقد بناه الملك سيفاكس، ويتواجد الضريح في سيقا التابعة لبلدية بولهاصة في ولاية عين تموشنت.

الضريح الذي بناه سيفاكس لم يتحقق له أمل أن يُدفن فيه، لأنه بعد أسره دفن في روما، ويمكن الوصول إليه من طريق بني صاف في اتجاه تلمسان.

ويعرف الضريح اليوم باسم تاكمبريت أو كركار العرايس، وقد بُني في موقع متميز في منطقة ولهاصة، ومنه يمكن رؤية قرية سيقا ومصب وادي تافنة وجزيرة رشقون.

قد يهمك أيضاً :-