محمود عبد العزيز الساحر الذي برع في جميع فنون الأداء

محمود عبد العزيز الساحر الذي برع في جميع فنون الأداء

في مثل هذا اليوم 4 يونيو من عام 1946، أشرقت في سماء الفن المصري موهبة فريدة تجمع بين الوسامة والكاريزما، والأداء السلس، إنه الفنان الراحل الذي لم يكن يحتاج إلى مؤثرات خاصة ليأسر القلوب، فحضورُه وحده كان كفيلاً بإحداث الفارق.

وُلد الساحر، كما أطلق عليه الجمهور، في حي الورديان بالإسكندرية، وحصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة الإسكندرية عام 1966، ليبدأ مسيرته في عالم التمثيل بخطوات واثقة وثابتة، حيث انطلق في حياته الفنية عبر التليفزيون بمشاركته مع محمود ياسين ونيللي في مسلسل الدوامة عام 1973، ثم انتقل إلى السينما ليصبح أحد أعمدة الفن العربي لأكثر من أربعة عقود، قدم خلالها أعمالًا خالدة تركت بصمة لا تُنسى في قلوب الجماهير.

قدرة نادرة على التحول بين الأدوار

تميز الفنان محمود عبد العزيز بأدائه المتقن وقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة، ما جعله يحظى بتقدير النقاد والجمهور على حد سواء، حيث يمتلك قدرة نادرة على التحول بين الأدوار، فأتقن الكوميديا والتراجيديا والأكشن، وجسد شخصيات أصبحت جزءًا من ذاكرة ووجدان الجمهور، أبرزها شخصية “رأفت الهجان” التي رسخته في قلوب المصريين كبطل قومي.

قدم أكثر من 85 فيلمًا سينمائيًا بدءًا من سبعينيات القرن الماضي وحتى أوائل الألفينيات، ومن أبرز أعماله: الحفيد عام (1974)، العار (1982)، الكيف (1985)، الكيت كات (1991) الذي نال عنه جائزة أفضل ممثل في مهرجاني دمشق والإسكندرية السينمائيين، وفيلم “الساحر” عام (2001) الذي حصل عنه أيضًا على جائزة أفضل ممثل في مهرجان دمشق السينمائي

مسلسلات محمود عبد العزيز

شارك في حوالي 15 مسلسلًا تلفزيونيًا، من أبرزها: رأفت الهجان (1987)، محمود المصري (2004)، جبل الحلال (2014)، ورأس الغول (2016)، كما شارك في عدد محدود من المسرحيات في بداياته، أشهرها خشب الورد، كوبري الناموس، حيث لم يكن المسرح مساره الرئيسي، لكنه ترك فيه بصمة فنية واضحة

رحل عن عالمنا الفنان الكبير محمود عبد العزيز في 12 نوفمبر 2016 عن عمر ناهز 70 عامًا، بعد صراع مع المرض، تاركًا فراغًا كبيرًا في الوسط الفني، ونعاه الفنانون والجماهير، مشيدين بإسهاماته الكبيرة في إثراء الفن المصري والعربي، حيث وصفه الكثيرون بأنه لم يكن مجرد ممثل، بل أيقونة متكاملة أبدعت في كل ما قدمته من أعمال في تاريخ الدراما والسينما المصرية، وبرحيله خسر الفن العربي أحد أعمدته، كونه حالة فنية استثنائية يصعب تكرارها، ولكنه سيبقى حيًا في أذهان محبيه، وستظل أعماله خالدة في ذاكرة الفن العربي.

قد يهمك أيضاً :-