الجزائر ترحب بالاستثمارات الأجنبية في مناجمها الواعدة

كشف الرئيس المدير العام لمجمع “سوناريم”، بلقاسم سلطاني، عن استعداد المجمع لإطلاق مشاريع منجمية كبرى بالتعاون مع مؤسسات أجنبية، وذلك في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تثمين الموارد الطبيعية وتعزيز مساهمة القطاع المنجمي في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

جاء ذلك في تصريح خاص لوكالة الأنباء الجزائرية، على هامش ندوة وطنية تناولت دور القطاع المنجمي في دعم مسار التنويع الاقتصادي.

من نفس التصنيف: الجزائر تعلن عن إجراءات جديدة لطرد عدد أكبر من الموظفين الفرنسيين

وأكد سلطاني أن المجمع يعمل حالياً على تجسيد مشاريع ميدانية بالشراكة مع شركاء من سلطنة عمان والصين وتركيا وكندا، معرباً عن تفاؤله بانطلاقها في أقرب الآجال.

شراكات دولية

وأشار المسؤول إلى أن هذه المبادرات من شأنها خلق الثروة وتوفير مناصب شغل جديدة، في وقت تسعى فيه الجزائر إلى تقليص الاعتماد على قطاع المحروقات.

متابعو الموقع يشاهدون:

وأكد سلطاني أن الشراكات الدولية تمثل ركيزة محورية في تطوير القطاع، من خلال جلب الخبرة والتكنولوجيا الحديثة وتعزيز القدرات الإنتاجية للمجمعات الوطنية، مع الحفاظ على المصالح السيادية للبلاد.

وأوضح أن خارطة طريق مجمع “سوناريم” ترتكز على عدة محاور استراتيجية، من أبرزها تطوير الصناعة المنجمية والتحويل الصناعي للثروات الطبيعية وتحسين آليات الحوكمة وتكوين موارد بشرية ذات كفاءة عالية.

كما لفت إلى تنوع المشاريع التي يجري تنفيذها حالياً في عدة ولايات من الوطن.

قانون المناجم الجديد

وفي سياق متصل، تطرق سلطاني إلى مشروع قانون المناجم الجديد المعروض حالياً للنقاش في البرلمان، والذي يتضمن مراجعة لعدد من الأحكام القديمة، وعلى رأسها قاعدة الاستثمار 51/49.

تجري نقاشات في البرلمان حول إمكانية تعديلها إلى نسبة 20/80 لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية دون المساس بالمصلحة الوطنية.

وأشار المتحدث إلى أن الجزائر تزخر بثروات منجمية هائلة، من بينها مناجم الحديد والفوسفات والذهب، إلا أن استغلالها ظل محدوداً لسنوات طويلة بسبب عوائق إدارية ونقص في البنية التحتية وتأخر تنفيذ بعض المشاريع الاستراتيجية.

وعلى رأس هذه المشاريع مشروع منجم غار جبيلات في تندوف، الذي يعد من أكبر مناجم الحديد غير المستغلة في العالم.

وفي ختام تصريحه، شدد سلطاني على التزام مجمع “سوناريم” بدعم سياسة الدولة الرامية إلى تنويع مصادر الدخل القومي، من خلال رفع قدرات الإنتاج المنجمي وتوجيه جزء منه للتصدير، ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى تقليل التبعية لقطاع المحروقات وتعزيز مكانة الجزائر في السوق العالمية للموارد الطبيعية.

مواضيع مشابهة: الأونروا: لم تصل أي مساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس الفائت

وورد في توصيات الخبراء الحاضرين للندوة أن نجاح هذه الخطط يبقى مرهوناً بسرعة تنفيذ الإصلاحات القانونية والهيكلية، وتوفير مناخ استثماري جاذب، إلى جانب إشراك المؤسسات الوطنية القادرة على خلق قيمة مضافة حقيقية من خلال التثمين المحلي للثروات المنجمية.