وزيرة التخطيط ووزير الخارجية والتجارة في المجر يقودان اجتماعات اللجنة المشتركة بين مصر والمجر

ترأست الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وبيتر سيارتو، وزير الخارجية والتجارة المجري، اجتماعات الدورة الخامسة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني. وقد حضر الاجتماع الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، وحسام هيبة، رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والمهندس رأفت هندي، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس محمد نصر الدين، والسفير وائل حامد، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، والدكتور سعد موسى، المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة، والمهندس أمجد فريد، رئيس قطاع التعاون الدولي بوزارة الإنتاج الحربي، ورانيا عبد اللطيف، رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، وغيرهم من ممثلي الجهات الوطنية.

زيادة الاستثمارات والتجارة

وشهد الاجتماع مباحثات مثمرة بين الجانبين تناولت مجالات التعاون ذات الأولوية وفرص تعزيز الاستثمارات والتجارة، خاصة في قطاعات النقل المستدام، والبيئة، والتحول الأخضر، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والزراعة والري، والأمن الغذائي.

واستعرضت الدكتورة رانيا المشاط، العلاقات المشتركة بين البلدين التي تشهد نموًا متزايدًا بفضل حرص قيادتي البلدين على دفع العلاقات، استنادًا إلى تاريخ طويل من التعاون الاقتصادي الذي ينعكس على حجم التبادل التجاري والاستثمارات.

البنية التحتية الرقمية

وأشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى التزام مصر بتعزيز العلاقات مع المجر وإرساء أسس راسخة لشراكة استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مع رؤية طموحة للمستقبل. وأوضحت أن مصر حققت تقدمًا كبيرًا في عدة قطاعات خلال السنوات الماضية مثل البنية التحتية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والأمن الغذائي، والتحول للاقتصاد الأخضر، مما يعزز أوجه التعاون مع الجانب المجري ويفتح البوابات لمزيد من الاستثمارات المشتركة.

كما أشارت المشاط إلى جهود الحكومة في الالتزام بسقف الإنفاق الاستثماري، وتنفيذ برنامج شامل للإصلاحات الاقتصادية والهيكلية لتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وتحسين بيئة الأعمال، وزيادة التنافسية. وأكدت أهمية اتباع سياسات اقتصادية واضحة وعملية، بالإضافة إلى ضبط الأداء المالي وتحفيز الاستثمارات عبر تسهيلات ضريبية وتبسيط الإجراءات لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.

آلية ضمانات الاستثمار

كما تناولت العلاقات المصرية الأوروبية والعمل الجاري لتفعيل آلية ضمانات الاستثمار، وما يتبع ذلك من فتح آفاق تمويلية للشركات المجرية عبر الضمانات والفرص التمويلية. وأكدت على تطلع مصر لمضاعفة حجم التبادل التجاري والاستثمارات مع الجانب المجري.

النقل المستدام

وقد أشاد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة بالتعاون القائم بين الجانبين في مجال السكك الحديدية، خاصةً مع استكمال تنفيذ صفقة تصنيع وتوريد 1350 عربة سكة حديد جديدة للركاب عبر شركة جانزمافاج المجرية لصالح الهيئة القومية لسكك حديد مصر. وأوضح أن مصر منفتحة على التعاون مع جميع دول العالم في قطاع الصناعة، بما في ذلك المجر، خاصةً مع تنفيذ وزارة الصناعة خطة شاملة للنهوض بالصناعة المصرية، وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي.

البيئة والتحول الأخضر

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، في كلمتها أن اللجنة تمثل فرصة هامة لمناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات حيوية مثل حماية البيئة. وأشارت إلى أهمية القضايا البيئية التي تحتل أولويات الأجندات السياسية والاقتصادية والثقافية عالميًا، مشددة على الحاجة إلى جهود مكثفة وتعاون بين جميع الدول. وأعربت عن فخرها بجهود مصر في تحقيق أهدافها في مجال تغير المناخ، حيث حققت خفضًا كبيرًا في انبعاثات قطاع النقل بنسبة 70%، ويتم العمل على تسريع إجراءات التخفيف فيه.

وفي كلمته، أكد المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، أهمية اللجنة الاقتصادية المشتركة في مناقشة جميع موضوعات التعاون ذات الاهتمام المشترك، مشيرًا إلى قوة العلاقات الثنائية بين مصر والمجر. وأوضح أن البلدين يمتلكان إمكانيات وفرصًا كبيرة لتعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار.

وعبر بيتر سيارتو، وزير الخارجية والتجارة المجري، عن تقديره للترحيب الحار من الجانب المصري، وحرصه على تعزيز التعاون، موضحًا أن البلدين يتمتعان بفرص كبيرة للتعاون في مجالات التجارة والاستثمارات والانتقال من الاستثمارات في البنية التحتية إلى البنية التحتية الرقمية.

الهيدروجين الأخضر

تحدث الجانب المجري عن الفرص العديدة المتاحة للشراكة بين البلدين، خاصة في قطاع الهيدروجين الأخضر، نظرًا للإمكانات الكبيرة التي تمتلكها مصر. وذكرت المجر أولوياتها في هذا المجال، وأشارت إلى فرص التعاون المشترك في قطاعات الأمن الغذائي، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خاصة في الذكاء الاصطناعي والكابلات البحرية، حيث تنفذ مجموعة 4iG المجري واحدة من أكبر مشغلي الكابلات البحرية في المنطقة، مع كابل ألياف ضوئية بحري يربط مصر بألبانيا مباشرة ومن ثم إلى شرق ووسط أوروبا.

بروتوكول الدورة الخامسة للجنة المشتركة

وفي ختام اللجنة، وقع الرئيسان المشاركان للجنة، الدكتورة رانيا المشاط، وبيتر سيارتو، بروتوكول الدورة الخامسة للجنة المصرية المجرية المشتركة، والذي نص على اتفاق البلدين على تعزيز التعاون في 26 مجالًا تنمويًا يمثل اهتمامًا مشتركًا.

وعلى رأس تلك المجالات يأتي التبادل التجاري عبر تدشين آلية مشتركة لتبادل المعلومات بشأن السلع التصديرية بهدف تنويع هيكل الصادرات. وتشمل التعاون أيضًا الاستثمار وتبادل المعلومات حول الفرص الاستثمارية وتشجيع المشاريع مع القطاع الخاص. ومن جهة أخرى، يمكن أن تمثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس منفذًا للشركات المجرية نحو السوق المحلية أو أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا عبر فرص الاستثمار المتاحة في مجالات الخدمات واللوجستيات، والبتروكيماويات، والطاقة المتجددة، والسيارات، والصناعات الزراعية، وغيرها. كما يشير البروتوكول إلى تعزيز التعاون في مجال “الجمارك” عبر بناء القدرات وتطبيق أفضل الممارسات الجمركية.

كما نص البروتوكول على تعزيز التعاون في مجال “الإنتاج الحربي” مع الشركات المجرية العاملة في مجالات الطاقة الشمسية، ومحطات معالجة المياه والصرف الصحي، والموارد المائية والري، وحماية المستهلك، والتجارة الداخلية، والإنتاج الحربي، والفضاء، والسياحة، والثقافة، والإسكان والمرافق، والتشييد والبناء، والطيران المدني، والإعلام، والطاقة، وغيرها.

وتحت نفس السياق، شهد الفريق مهندس كامل الوزير، والدكتورة رانيا المشاط، توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين في مجال الحد من التلوث الصناعي وحماية البيئة، وتبادل المعرفة والخبرات والتكنولوجيا في هذا المجال، وقام بالتوقيع على المذكرة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ووزير الطاقة المجري.