تسعة اكتشافات أثرية خلال الربع الأول من 2025 تشمل ‘مدينة الذهب القديمة’ ومقابر ملكية

تسعة اكتشافات أثرية خلال الربع الأول من 2025 تشمل ‘مدينة الذهب القديمة’ ومقابر ملكية

تستمر أنشطة البحث والحفر والاكتشافات الأثرية في عدة محافظات بالجمهورية، من قبل البعثات الأثرية المصرية بالتعاون مع بعثات أجنبية متنوعة، مثل البعثات «اليابانية، الفرنسية، الأمريكية، الإنجليزية». وقد أسفرت هذه الجهود عن عدد كبير من الاكتشافات الأثرية خلال الأشهر الأولى من عام 2025، حيث تمكنت البعثات من الكشف عن 9 اكتشافات مختلفة في 6 محافظات «القاهرة، الإسكندرية، الإسماعيلية، سوهاج، الأقصر، البحر الأحمر» خلال الربع الأول من عام 2025، والذي استغرق البحث فيه على بعض هذه الاكتشافات الأثرية ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام حتى الوصول إلى نشر نتائج هذه الاكتشافات.

اكتشاف جزء من أساسات معبد الوادي بالأقصر

جانب من الاكتشافات.

في يناير 2025، نجحت البعثة الأثرية المشتركة التابعة لمؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، الممثلة في المجلس الأعلى للآثار، في الكشف عن جزء من أساسات معبد الوادي بالأقصر، الذي كان يطل على مشارف الوادي ويعتبر بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت، المعروف باسم «جسر جسرو». هذا المعبد يعد من أجمل المعابد الفرعونية، حيث عثرت البعثة على عدد كبير من النقوش الفريدة التي تعود لفن النحت في عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث.

جانب من الاكتشافات.

كما اكتشفت البعثة مجموعة من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد)، وكشفت في موقع معبد الوادي عن التسلسل التاريخي للموقع الذي بدأ استخدامه في عصر الدولة الوسطى واستمر حتى بداية الأسرة الثامنة عشرة، عندما قرر المهندس الملكي سنموت وقف الدفن في المنطقة، واختارها كموقع لتشييد معبد الوادي وجزء من الطريق الصاعد الذي يربط بين المعبد الجنائزي. واستخدم سنموت الرمال لتغطية هذه الجبانة ضمن أعمال التمهيد لتشييد معبد الوادي.

جانب من الاكتشافات.

اكتشاف مقابر ودفنات في منطقة سقارة الأثرية

وفي يناير أيضًا، اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات في منطقة سقارة الأثرية، التي لا تزال تكشف عن أسرارها، حيث أظهرت الاكتشافات مزيدًا من المعلومات حول تاريخ هذه المنطقة الهامة. تم الكشف عن أربع مقابر تعود لأواخر عصر الأسرة الثانية وأوائل الأسرة الثالثة، بالإضافة إلى أكثر من عشر دفنات من عصر الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة، مما يشير إلى أن الجبانة الحالية في سقارة تمتد شمالًا بمساحة أكبر مما هو معروف حاليًا. كما أن اكتشاف دفنات تعود لأوائل عصر الأسرة الثامنة عشرة يؤكد أن استخدام سقارة كجبانة للدولة الحديثة بدأ بعد إعادة مدينة ممفيس كعاصمة للدولة المصرية بعد طرد الهكسوس.

جانب من الاكتشافات.

اكتشاف رأس تمثال بطلمي بالإسكندرية

خلال الشهر ذاته، نجحت البعثة الأثرية الفرنسية من جامعة ليون والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة في الكشف عن رأس تمثال رخامي لرجل مسن من العصر البطلمي، وذلك أثناء أعمال حفائر البعثة في منطقة تابوزيرس ماجنا، التي تبعد 45 كم غرب الإسكندرية. يشير حجم رأس التمثال المكتشف، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 38 سم، إلى أنه كان جزءًا من تمثال ضخم في مبنى له أهمية سياسية وليس في منزل خاص، كما أن الرأس منحوت بدقة وبملامح واقعية تعود لفترة ازدهار فن التصوير الواقعي في نهاية الحقبة الهلنستية.

جانب من الاكتشافات.

اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني بالأقصر

وفي فبراير 2025، تمكنت البعثة الأثرية المصرية الإنجليزية المشتركة من الكشف عن مقبرة الملك تحتمس الثاني، والتي كانت آخر مقبرة مفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشرة في مصر. تم الكشف عن مدخلها وممرها الرئيسي خلال أعمال الحفر والدراسات الأثرية لمقبرة رقم C4 في منطقة وادي C بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر، والذي يبعد حوالي 2.4 كم غرب منطقة وادي الملوك. وقد عثرت البعثة على أدلة تشير بوضوح إلى أنها تخص الملك تحتمس الثاني.

تعتبر هذه المقبرة أول مقبرة ملكية يعثر عليها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922. وعندما عثرت البعثة على مدخل المقبرة وممرها الرئيسي في أكتوبر 2022، اعتقدت أن هذه المقبرة قد تكون لزوجة أحد ملوك التحامسة نظرًا لقربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث وقربها أيضًا من مقبرة الملكة حتشبسوت. ولكن اكتشف فريق العمل أدلة أثرية جديدة حددت هوية صاحب المقبرة كونه الملك تحتمس الثاني، وأن الملكة حتشبسوت هي من تولت إجراءات دفنه بصفتها زوجته وأخته غير الشقيقة.

جانب من الاكتشافات.

اكتشاف معسكر تعدين عمره 3 آلاف عام بجبل السكري

في ذات الشهر، انتهت وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، بعد عامين من العمل المتواصل، من مشروع «إحياء مدينة الذهب القديمة» بجبل السكري، جنوب غرب مدينة مرسى علم، بالتعاون مع إدارة منجم السكري، بعد اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لنقلها وموافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية. شمل المشروع القيام بأعمال الحفر الأثري، وتصوير وتوثيق وترميم العناصر المعمارية الأثرية التي تم العثور عليها ونقلها إلى منطقة آمنة تبعد ثلاثة كيلومترات شمال الموقع القديم، خارج مسار أعمال التعدين الحديثة التي تجري بمنجم السكري.

أسفرت أعمال الحفر عن بقايا عناصر معمارية لمنازل عمال المناجم، وورش، وأماكن التعدين، ودور عبادة، ومباني إدارية، وحمامات بطلمية، بالإضافة إلى بقايا عناصر معمارية من العصور الرومانية والإسلامية. كما تم العثور على مجموعة من اللقى الأثرية، بما في ذلك 628 أوستراكا تحمل كتابات بالخط الهيروغليفي والديموطيقي واللغة اليونانية، وعدد من العملات البرونزية من العصر البطلمي، ومجموعة كبيرة من تماثيل التيراكوتا لأشكال آدمية وحيوانية من العصر الروماني اليوناني، وتماثيل حجرية صغيرة الحجم، وبعضها غير مكتمل، و5 موائد قرابين من العصر البطلمي، بالإضافة إلى مجموعة من الأواني الفخارية بأحجام وأشكال واستخدامات متنوعة، بما في ذلك الاستخدامات اليومية والعطور والعقاقير والمباخر، فضلاً عن مجموعة من الخرز المشغول من الأحجار الكريمة وأدوات الزينة من الأصداف المشغولة.

جانب من الاكتشافات.

اكتشاف مجموعة من الحلي بمعابد الكرنك

كما تمكنت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية التابعة للمركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك (CFEETK)، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، في فبراير 2025، من الكشف عن مجموعة من الحُلي تعود لبداية الأسرة السادسة والعشرين، وذلك أثناء أعمال الحفائر في القطاع الشمالي الغربي بمعابد الكرنك. عثرت البعثة على هذه الحلي داخل إناء صغير مكسور من الفخار، لكنه كامل الأجزاء، وجميع قطع الحلي في حالة جيدة من الحفظ.

يواصل فريق العمل الأبحاث في المنطقة الواقعة شمال معبد الكرنك، حيث تم الكشف عن العديد من المباني الطينية الضخمة التي تعود لبداية الأسرة السادسة والعشرين، ومن المحتمل أنها كانت تستخدم كمناطق ورش أو مخازن مرتبطة بمعبد الكرنك أو بأماكن عبادة أخرى.

جانب من الاكتشافات.

اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني بسوهاج

وعثرت بعثة أثرية مصرية أمريكية من جامعة بنسلفانيا على مقبرة ملكية تعود لعصر الانتقال الثاني بجبانة «جبل أنوبيس» بأبيدوس، في مارس 2025. كما اكتشفت البعثة الأثرية المصرية من المجلس الأعلى للآثار ورشة كاملة من العصر الروماني لصناعة الفخار في قرية بناويط. هذان الكشفان سيساهمان ليس فقط في الترويج للتنوع السياحي الذي تزخر به الوجهة السياحية المصرية وتعريف العالم أكثر عن الحضارة المصرية العريقة، بل أيضًا سيساعدان الباحثين في أعمالهم البحثية، ويبرز أحد أدوار المجلس الأعلى للآثار كمؤسسة علمية، كما يعكس أيضًا اهتمام الوزارة بالبعثات الأثرية الأجنبية والمصرية على حد سواء في مختلف المواقع الأثرية عبر الجمهورية، في الكشف عن المزيد من أسرار تاريخ الحضارة المصرية القديمة.

مقابر جماعية وفردية بالإسماعيلية

ضمن اكتشافات مارس 2025، كشفت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار عن مقبرة لقائد عسكري من عصر الملك رمسيس الثالث، ثاني ملوك الأسرة 20، بالإضافة إلى مجموعة من المقابر الجماعية والفردية من العصور اليونانية الرومانية والعصر المتأخر، خلال أعمال البعثة بتل روض إسكندر بمنطقة المسخوطة بمحافظة الإسماعيلية. تكمن أهمية هذا الكشف في أنه يبرز الأهمية العسكرية لتل روض الأثري في حماية الحدود الشرقية للبلاد وتزويدها بالقلاع والحصون لحمايتها والدفاع عنها خلال عصر الدولة الحديثة، حيث أظهرت بعض القطع التي تم العثور عليها داخل مقبرة القائد العسكري، بما في ذلك عدد من الأدوات البرونزية منها رؤوس سهام وبقايا صولجان، أهمية صاحبها الذي كان يشغل إحدى المناصب العسكرية الرفيعة.

العثور على مقابر و401 تمثال بمعبد الرامسيوم

بنهاية مارس 2025، كشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة بين قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، والمركز القومي الفرنسي للأبحاث وجامعة السوربون، عن مجموعة من المقابر من عصر الانتقال الثالث، ومخازن لتخزين زيت الزيتون والعسل والدهون، بالإضافة إلى ورش للنسيج والأعمال الحجرية، ومطابخ ومخابز، أثناء أعمال البعثة في محيط معبد الرامسيوم بالبر الغربي بالأقصر. تم العثور أيضًا على مجموعة أخرى من المباني في الجهة الشرقية من المعبد، يُرجح أنها كانت تستخدم كمكاتب إدارية.

كما أسفرت الحفائر داخل المعبد عن الكشف عن «بيت الحياة» (مدرسة علمية ملحقة بالمعابد الكبرى)، وهو اكتشاف استثنائي لأنه لم يُظهر فقط التخطيط المعماري لهذه المؤسسة التعليمية، بل كشف أيضًا عن مجموعة أثرية غنية تضمنت بقايا رسومات وألعاب مدرسية، مما يجعله أول دليل على وجود مدرسة داخل الرامسيوم المعروف أيضًا باسم «معبد ملايين السنين». بالإضافة إلى ذلك، وجدت التوابيت موضوعة داخل بعضها البعض، و401 تمثال من الأوشابتي المنحوت من الفخار، ومجموعة من العظام المتناثرة.

قد يهمك أيضاً :-