خبير: تزايد الاستياء الشعبي في غزة نتيجة لاستمرار النزاع وتفاقم الأوضاع الإنسانية

أفاد الخبير السياسي، زايد الأتربي، بأن الحرب المستمرة والتدهور غير المسبوق في الأوضاع الإنسانية في غزة تسببت في تصاعد الغضب الشعبي في القطاع، مشددًا على أن الغضب لم يعد مقتصرًا على الاحتجاج ضد إسرائيل فحسب، بل باتت أصابع الاتهام تتجه نحو حماس.

وأشار «الأتربي» في مداخلة هاتفية مع قناة «الحدث اليوم»، إلى أنه خلال الشهرين الماضيين، بدأت تبرز ملامح مواجهة داخلية نادرة، حيث عبّر آلاف الفلسطينيين عن استيائهم من سياسات الحركة وغياب قرارات واقعية تضمن مصلحة السكان. لفت إلى أن من بين أسباب الغضب الشعبي توالي العمليات العسكرية التي أدت إلى دمار واسع النطاق واستشهاد 50 ألف فلسطيني منذ عودة القتال في مارس 2025. ​.

وأضاف أن سكان غزة يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، بالإضافة إلى فقدان الثقة في القيادة والرغبة في تغيير القيادة السياسية داخل القطاع. وقد أدى ذلك إلى رفع عدد من المتظاهرين لافتات تحمل شعارات تطالب بوقف الحرب والتجويع، حيث لم تتدخل حركة حماس بقوة لقمع الاحتجاجات، لكن بعض المسؤولين دعوا إلى توجيه الغضب نحو إسرائيل، معتبرين أن الاحتلال هو السبب الرئيسي لمعاناتهم. ​.

وأكد أن حماس اليوم أمام مفترق طرق؛ إما أن تدرك خطورة اللحظة وتبدأ في إعادة تقييم مواقفها وتقديم مصلحة سكان غزة على الاعتبارات العسكرية والسياسية، أو أن تواجه موجة تمرد داخلي قد تُضعف سلطتها بشكل غير مسبوق. كما أشار إلى أن الشارع الغزي يطالب اليوم بحلول عملية، في مقدمتها وقف التصعيد والقبول بهدنة طويلة الأمد، وتمكين المنظمات الدولية من تقديم المساعدات، وضمان عدم العودة إلى دائرة العنف دون أفق واضح.

واستطرد الخبير السياسي قائلًا: «ما يحدث في غزة ليس مجرد حالة غضب عابرة، بل هو بداية تحول داخلي يعكس وعيًا متزايدًا من قبل الفلسطينيين في القطاع بحقوقهم واحتياجاتهم. فحماس اليوم أمام اختبار حقيقي؛ إما أن تستمع لنبض الشارع وتتخذ قرارات متزنة، أو أنها ستجد نفسها في مواجهة غير محسوبة العواقب مع من كانت تعتبر أنها تمثله».