خبراء: تحقيق الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي يتوقف على مستوى الاستثمار فيه الجوانب المالية

ناقش عدد من الخبراء في مجال التكنولوجيا دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل الاقتصادات العالمية من خلال الفرص والتحديات المتاحة، حيث أكدوا على أهمية تبني استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي تضمن الحفاظ على الهوية المجتمعية والمصالح الاقتصادية المصرية على المستويين الحكومي والخاص.

وشارك في المناقشة كل من المهندس محمود بدوي، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتحول الرقمي، والمهندس أيمن الجوهري، الخبير في مجال التحول الرقمي، والمهندس محمد أبوالحوف، المدير العام لمنطقة الأسواق الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بشركة نوتانيكس، وشريف البحيري، رئيس شركة مصر ديجيتال إنوفيشن، والمهندس أيمن المراكبي، مدير ما قبل المبيعات بشركة دل تكنولوجيز في مصر والسعودية.

وقال المهندس محمود بدوي، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتحول الرقمي، إن السوق المصرية تشهد حاليا استعدادات للتطور الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي، وأشار إلى أن الوزارة تعمل على العديد من ملفات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك دراسة إمكانية إنشاء قانون خاص بالذكاء الاصطناعي. كما أن تعزيز صناعة الذكاء الاصطناعي يعد جزءًا أساسيًا من توجيهات الوزارة التي عملت على تدريب العديد من الكوادر في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن الجاهزية للذكاء الاصطناعي تعتمد على توفر المهارات، وهو ما تركز عليه الوزارة، بالإضافة إلى دراسة الإطار التشريعي، وكذلك النظر إلى التكنولوجيا والبنية التحتية لتسهيل التوسع في الذكاء الاصطناعي، وأيضا دعم ريادة الأعمال في هذا المجال.

كبير المهندسين، محمود بدوي، أوضح رؤيته بشأن التفاوت بين الدول في إنفاقها على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن للدول الأقل إنفاقًا تعويض ذلك من خلال توظيف القدرات البشرية، حيث يرى أنه من المهم أن تتمتع الدول الصغيرة بإمكانيات تكنولوجية هائلة، مما يمكنها من الابتكار وتطوير البرمجيات.

كما أكد أنه لا يمكن لأي دولة أن تتقدم دون استثمار في الذكاء الاصطناعي، وأشار إلى أهمية قدرة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع اللهجات المحلية، مما يسهم في تحسين السوق المحلية، داعيًا إلى ضرورة قيام الدولة والشركات الخاصة بإنتاج تطبيقات محلية في مجال الذكاء الاصطناعي وتصديرها أيضًا.

بدوره، تحدث المهندس أيمن الجوهرى، الخبير في التحول الرقمي، عن الاتجاهات المستقبلية في تعليم البشر والآلات ذات الذكاء الاصطناعي، حيث رأى أن الذكاء الاصطناعي يختلف حسب التطبيقات المستهدفة في المجالات المختلفة. كما يشدد على أهمية قدرة الشركات الصغيرة على الانخراط مع الشركات الكبرى للاستفادة من فرص الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يؤثر في مختلف القطاعات، وأن الماكينات يجب أن تتعلم التعامل مع الذكاء الاصطناعي، بينما يحتاج البشر إلى التعليم حول كيفية الاستفادة منه في مجالات معينة.

كما تناول موضوع تطورات الذكاء الاصطناعي السريعة وأهمية الاستعداد للإنفاق على الذكاء الاصطناعي، حيث أوضح أن الشركات تختلف في قراراتها في الإنفاق على التكنولوجيا حسب طبيعة النشاط، داعيًا إلى ضرورة الاستثمار في التطورات التكنولوجية باستمرار، لأن تجاهل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤخر الأعمال مقارنةً بالشركات المنافسة.

كما أكد المهندس محمد أبوالحوف، المدير العام لمنطقة الأسواق الناشئة بشركة نوتانيكس، على أهمية مواكبة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي كونه تحديًا يتطلب إرادة قوية للتغيير، مشيرًا إلى ضرورة تحديد المتطلبات الفعلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يفتقر الجميع للمعرفة حول احتياجاتهم المحددة من هذه التقنية.

ولفت إلى وجود ضوابط دولية وحكومية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا على أهمية وجود ضوابط داخلية للمؤسسات لضمان استخدام ناجح للذكاء الاصطناعي.

كما أشار المهندس محمد أبوالحوف إلى المخاوف المتعلقة بالأمان التي بدأت تتسبب بها استخدامات الذكاء الاصطناعي، حيث أفاد بأن “الهاكرز” أيضًا يسعون للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، لذا لابد من زيادة الوعي بمخاطر الهجمات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.

من جانبه، تحدث شريف البحيري، رئيس مجلس إدارة شركة مصر ديجيتال إنوفيشن، عن التحديات التي تواجه البنوك الرقمية، موضحًا أن استخدام التكنولوجيا الجديدة أثناء إنشاء بنوك جديدة يعد أمرًا طبيعيًا، وأن المرونة في تأسيس بنية تحتية مناسبة تتيح التعديل والتطوير المستمر ضرورية.

وأكد أن الأساس في عمل البنوك هو تأمين عملياتها، حيث ثقة العملاء تحتل المكانة الأولى. يجب أن يكون هناك إنفاق دائم على تعزيز الأمان وليس فقط عند التأسيس، موضحًا أن تزايد المخاطر المتعلقة بالأمن السيبراني أصبحت الأهم بشدة في ظل الابتكارات التكنولوجية الحديثة.

وأخيرًا، أشار المهندس أيمن المراكبي، مدير ما قبل المبيعات بشركة دل تكنولوجيز في مصر والسعودية، إلى أن جميع التكنولوجيات تأخذ وقتًا للانتشار، وذكر أن الذكاء الاصطناعي بدأ منذ عقود قبل أن يتحول إلى مفهوم متداول اليوم مع توفر المصادر المفتوحة. بينما حث على ضرورة التوجه نحو تكنولوجيا الكوانتم في مجالات التأمين والابتكار في استخدامات الذكاء الاصطناعي للدفاع في مختلف المجالات لتوسيع نطاق استخدام التكنولوجيات الجديدة.