دعوات دولية للتهدئة في طرابلس وضرورة تشكيل حكومة ليبية جديدة

دعوات دولية للتهدئة في طرابلس وضرورة تشكيل حكومة ليبية جديدة

أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تشير إلى التحركات العسكرية المتزايدة وتصاعد التوترات الأمنية في العاصمة طرابلس والمناطق الغربية بشكل عام، في الوقت الذي دعا فيه عدد من البرلمانيين إلى الإسراع بتشكيل حكومة جديدة لحل الأزمات الأمنية المستمرة، بينما وجه القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، الجهات المعنية بالتعاون مع النائب العام في تحقيقاته حول اختفاء عضو البرلمان إبراهيم الدرسي
وحذرت البعثة، في بيان صدر يوم الاثنين، من «التداعيات الخطيرة لهذه التطورات على الاستقرار الهش في البلاد»
وأكدت البعثة أنها تتابع هذه الأحداث عن كثب، داعية جميع الأطراف إلى «التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وخفض التصعيد بشكل عاجل، والامتناع عن أي أعمال استفزازية قد تؤدي إلى اندلاع مواجهات مسلحة تهدد حياة المدنيين، وتعرقل الجهود المبذولة نحو تحقيق تسوية سياسية شاملة»
وشددت البعثة على أهمية اللجوء إلى الحوار البنّاء كوسيلة وحيدة لمعالجة الخلافات، معربة عن دعمها الكامل لجميع المبادرات التي تهدف إلى الوصول إلى حل سلمي مستدام، بما في ذلك تلك التي يقودها وجهاء القبائل والأعيان والقيادات الاجتماعية، الذين يلعبون دوراً محورياً في تعزيز السلم الأهلي واحتواء الأزمات
كما جددت البعثة تأكيدها على أن «حماية المدنيين مسؤولية قانونية وأخلاقية تقع على عاتق جميع الأطراف»، داعية إلى الالتزام التام بمبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان
في سياق متصل، أعرب عدد من أعضاء البرلمان الليبي، في بيان لهم، عن بالغ قلقهم إزاء التصعيد العسكري الذي تشهده طرابلس، محذرين من تداعياته على سلامة المدنيين واستقرار البلاد
وقال النواب، الذين وقعوا على البيان وعددهم 13 نائباً، إن طرابلس قد تحولت إلى ساحة لصراع جديد على السلطة والنفوذ، تقوده جماعات مسلحة مرتبطة بكيانات سياسية متصارعة، مما يهدد حياة المواطنين ويعطل بشكل ممنهج تشكيل حكومة موحدة تنهي حالة الانقسام
وأشار البيان إلى أن دخول المزيد من التعزيزات العسكرية إلى طرابلس، وتبادل إطلاق النار، يمثل تهديداً مباشراً للأمن والسلم الاجتماعي، ويعكس فشل مسار التوافق السياسي، ويقوض جهود توحيد المؤسسات السيادية
وطالب النواب بضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة تمثل جميع الليبيين، وتتمتع بالكفاءة والنزاهة، داعين جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال، واحترام مخرجات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، والعمل على إخراج كافة التشكيلات المسلحة من العاصمة
إلى ذلك، أصدر القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، تعليماته للجهات ذات العلاقة بالتعاون مع النائب العام في تحقيقاته حول اختفاء عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، وصل النائب العام، المستشار الصديق الصور، إلى بنغازي لبدء تحقيقات عاجلة بشأن قضية اختفاء الدرسي، الذي فقد في السادس عشر من مايو 2024 بعد مشاركته في احتفالية إحياء ثورة الكرامة بمدينة بنغازي، والتي عادت إلى واجهة الرأي العام بعد تسريب مقاطع فيديو صادمة له، وهو معتقل في زنزانة والأغلال حول عنقه، وذلك في أول ظهور له منذ اختطافه، لكن جهات أمنية في شرق ليبيا شككت في صحة هذه المقاطع ورأت أنها «مولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي» (وكالات).

قد يهمك أيضاً :-