
في بداية القرن التاسع عشر، عانت مصر من فوضى سياسية عارمة، حيث كانت القوى العثمانية والمماليك والفرنسيون يتصارعون على النفوذ، بينما كان الشعب يعيش معاناة شديدة من الفقر والاستبداد.
مقال له علاقة: بعد أيام من زواجه، هشام جمال يشارك في مراسم العزاء للفنان سليمان عيد
ومع تعيين خورشيد باشا كوالي لمصر من قبل الدولة العثمانية، تفاقمت الأوضاع، حيث اتبع سياسة قمعية ضد المصريين، فرض ضرائب باهظة، وارتكبت قواته الانكشارية انتهاكات متكررة بحق الأهالي.
في خضم هذه الأزمات، برز دور عمر مكرم، نقيب الأشراف ورمز الوجاهة الدينية والاجتماعية في القاهرة، حيث لم يتردد في التعبير عن رفضه للظلم، وجمع حوله كبار علماء الأزهر والوجهاء والعامة من المصريين، ليبدأ حركة شعبية تطالب بعزل خورشيد باشا.
قاد عمر مكرم ثورة شعبية حقيقية، اتخذ الأزهر الشريف مركزًا لها، واستطاعت أن تفرض صوتها من خلال مظاهرات ومطالبات جماهيرية كانت نادرة في تلك الفترة.
تزامن ذلك مع صعود شخصية عسكرية طموحة، وهو محمد علي باشا، الذي كان في البداية قائدًا ألبانيًا ضمن القوات العثمانية.
مقال له علاقة: أدعية شهر رمضان 2025 “اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني”
استغل محمد علي التأييد الشعبي الكبير الذي حصده عمر مكرم، واقترب منه، حتى رأت الجماهير والعلماء فيه مرشحًا مناسبًا للحكم، بشرط أن يحكم بالعدل ويأخذ برأي الأمة.
تحت ضغط الحراك الشعبي، أُجبر السلطان العثماني على عزل خورشيد باشا، وتعيين محمد علي واليًا على مصر عام 1805، بعد موافقة الشعب بقيادة عمر مكرم.
لكن العلاقة بين عمر مكرم ومحمد علي لم تدم طويلًا، إذ سرعان ما نشب الخلاف بينهما بعد أن بدأ محمد علي في توسيع سلطاته والانفراد بالحكم، مما أدى إلى نفي عمر مكرم إلى دمياط.
تعليقات