استكشف العلاقات الدبلوماسية في العصر الفاطمي من خلال الإصدار الجديد لهيئة الكتاب حول السفارات في عهد الخلافة الفاطمية

أصدرت وزارة الثقافة المصرية، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتابًا جديدًا ضمن سلسلة “تاريخ المصريين” يحمل عنوان “السفارات في عهد الخلافة الفاطمية منذ قيامها في مصر (326-567هـ / 973-1171م)”، تأليف الدكتورة هبة محمد عبد الموجود.

مواضيع مشابهة: سلسلة الغزالة المطواة الحلقة 3: جيلان تلتحق بمافيا تجارة الأعضاء لإنقاذ ابنها يوسف

يسلط الكتاب الضوء على جانب مهم وغالبًا ما يُغفل في تاريخ الدولة الفاطمية، وهو دور السفارات والسفراء في العلاقات الخارجية للدولة، حيث يُعتبرون أدوات حيوية في تنفيذ السياسة الخارجية وتحقيق مصالح الدولة، ومن خلال تتبع السفارات المتبادلة مع الدول المعاصرة، يكشف الكتاب ملامح الحالة السياسية والدبلوماسية في تلك الفترة، موضحًا كيف ساهمت السفارات في تنظيم العلاقات الحربية والاقتصادية والدينية بين الدولة الفاطمية ومحيطها الإقليمي والدولي.

يتكون الكتاب من تمهيد وأربعة فصول رئيسية وخاتمة: التمهيد يتناول مفهوم السفارة والسفير في الحضارة الإسلامية، ويستعرض نشأة الدولة الفاطمية وانتقالها من المغرب إلى مصر، الفصل الأول يركز على السفارات المتبادلة مع الدولة البيزنطية، وتطور العلاقات بين الطرفين خاصة في بلاد الشام، الفصل الثاني يناقش السفارات مع القوى الصليبية والدول الأوروبية، بما في ذلك جنوة وبيزا والبندقية وصقلية، بالإضافة إلى النوبة المسيحية، أما الفصل الثالث فيسلط الضوء على علاقات الفاطميين مع الخلافة العباسية ودول المشرق الإسلامي، بينما يتناول الفصل الرابع العلاقات مع دول المغرب الإسلامي والأندلس، وخاصة مع بني زيري وبني حماد وبني أمية في الأندلس

اعتمدت المؤلفة في دراستها على مجموعة واسعة من المصادر العربية والبيزنطية واللاتينية، مثل تاريخ الأنطاكي ليحيى بن سعيد الأنطاكي، تاريخ دمشق لابن القلانسي، الكامل في التاريخ لابن الأثير، اتعاظ الحنفا للمقريزي، الألكسياد للأميرة البيزنطية آنا كومنينا، بالإضافة إلى وثائق وسجلات مثل Regesta Regni Hierosolymitani وتاريخ الفرنجة غزاة بيت المقدس.

اقرأ كمان: مخرجة فيلم «اللحاد» تسلط الضوء على قمع أحلام المرأة في المجتمعات الشرقية مع صور مؤثرة

وقد أشارت الكاتبة إلى ندرة المعلومات المتعلقة بالسفارات الفاطمية في بعض المصادر الأجنبية، مما شكل تحديًا كبيرًا في إعداد هذا العمل البحثي، خاصة في ظل غياب التوثيق المفصل لهذا الجانب في المؤلفات البيزنطية واللاتينية.