
هل يُعتبر توماس هاردي مدافعًا عن حقوق المرأة في زمن كان يُحكم عليه بالتحفظ، أم أنه ساهم في تكريس صورة سلبية عنها من خلال رواياته؟ بين معاناة البطلات والأحكام القاسية للمجتمع، لا تزال آراء النقاد والقراء تتأرجح حتى اليوم حول هذا الموضوع الشائك.
ممكن يعجبك: مساء مع أنغام الموسيقى… نجوم الأوبرا يتألقون في احتفالية عيد الربيع (صور)
المرأة في زمن هاردي
في نهاية القرن التاسع عشر، كانت المرأة البريطانية تعيش في مجتمعٍ يقيّد حركتها، يحدد أدوارها، ويشكك في قدرتها على الاستقلال.
مقال مقترح: من الطب إلى مجال التمثيل: أهم المعلومات عن الفنانة فاتن سعيد بعد نجاحها في دراما رمضان
في هذا السياق الصعب، استطاع توماس هاردي أن يرسم شخصيات نسائية معقدة، جريئة في بعض الأحيان، ومُدانة دائمًا من قبل محيطها.
رواياته، التي تصدّرت الأدب الفيكتوري، لم تكتفِ بسرد القصص، بل كشفت عن هشاشة البنية الاجتماعية التي تخضع المرأة لرغبات الرجل وأحكام المجتمع.
تس داربرفيل
في رواية “تس من آل دوربرفيل”، يقدم هاردي نموذجًا صادمًا في زمانه لبطلة تُعتبر ضحية، ليس بسبب خطأ ارتكبته، بل لأنها وُلدت في بيئة ذكورية مستبدة.
تس، الفتاة البسيطة من الريف، تتعرض للاغتصاب على يد رجل أرستقراطي، ثم تدان اجتماعيًا، ويرفض زواجها من الرجل الذي أحبته حين يعلم بماضيها.
يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: هل كان هاردي يدين المجتمع أم أنه وقع في فخ جلد المرأة وإغراقها بالمآسي؟ البعض يرى أن الرواية تدين بشكل واضح النفاق الطبقي والأخلاقي، بينما يعتبر آخرون أن هاردي أمعن في تعذيب بطلاته بلا ضرورة فنية كافية
سو برايدهيد… أول امرأة “حرة” في الأدب الإنجليزي؟
في رواية “جود الغامض”، يخلق هاردي شخصية سو، امرأة مثقفة، ترفض الزواج التقليدي، وتسعى لعلاقة قائمة على التفاهم بدلاً من القيود القانونية أو الاجتماعية، لكن المجتمع يقابلها بالرفض، ويحاسبها بقسوة، مما يجعلها تدفع ثمن حريتها غاليًا.
سو تمثل تطورًا واضحًا في رؤية هاردي للمرأة، فهي ليست مجرد ضحية قدر أو خطيئة، بل هي صاحبة قرار ورفض، حتى وإن كلفها ذلك فقدان كل شيء.
بعض النقاد يعتبرون سو أقرب لصوت هاردي الحقيقي، الذي ينادي بتحرر المرأة وتغيير القيم الجامدة.
اتهامات بالنقد والتناقض
رغم تعاطفه الظاهر مع المرأة، لم يسلم هاردي من اتهامات بأنه يبالغ في تقديمها ككائن مأساوي، غير قادر على النجاة في عالم الرجال.
قد يهمك أيضاً :-
- تعزيز الثقافة والفنون في الإمارات من خلال منح الرخصة الثانية للإدارة الجماعية للموسيقى
- دار الكتب المصرية تبرز في المؤتمر الأول للمكتبات الوطنية العربية
- كيف أثرت عائلة تيمور في تشكيل المشهد الثقافي المصري من الأب الباحث إلى الابن الأديب
- احتفالات فرحة العيد للأطفال في المناطق الجديدة الآمنة بتنظيم من قصور الثقافة
- من باريس إلى العالم كيف أثر جورج بيزيه على موسيقيي القرن العشرين؟
تعليقات