
ذكرت مجلة «تايم» الأمريكية في تقريرها أن وفاة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، لم تكن مجرد فقدان لقائد ديني، بل أسفرت أيضًا عن فقدان العالم لبوصلة أخلاقية.
وأوضح التقرير أن البابا الراحل لم يكن مجرد قائد للكنيسة الكاثوليكية، بل كان أيضًا مدافعًا عالميًا عن الفقراء، وناصحًا شجاعًا، وإنسانًا متواضعًا أعاد تعريف مفهوم القيادة الحقيقية في عصرنا. لم يكن يكتفي بإلقاء الخطب من على المنابر، بل عاش بين الناس، خصوصًا أولئك المهمّشين والمُهملين.
مواضيع مشابهة: سعر الذهب اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 في السعودية لعيار 18 هو 307.50 ريال.
وكان البابا الراحل يمتلك رؤية اقتصادية عميقة. وكان يدرك ما لا يدركه العديد من القادة، وهو أن “الاقتصاد ليس مجرد نظام تقني، بل هو انعكاس لقيمنا. وإذا كانت قيّمنا فاسدة -إذا قدّسنا المال أكثر من الإنسان- فإن النظام كله سيتفكك”.
وأشار التقرير إلى أن البابا فرنسيس لم يكن ضد الرأسمالية، بل كان يؤمن بها -لكن ليس الرأسمالية التي تستغل وتستنزف وتتناسى الضعفاء. لقد دعا إلى ما أسماه “الرأسمالية الطيبة”، أي اقتصاد يخدم الجميع، ويشمل الجميع، ويخلق الفرص بدلاً من أن يغلق الأبواب.
وأوضح التقرير أن البابا الراحل كان يؤمن بأن الفقر لا يقتصر على نقص المال، بل يتعداه إلى انعدام الفرص، وفقدان الأمل، بأنظمة لم تُصمَّم لتشمل الجميع، على الرغم من قدرتها على ذلك إذا أردنا. وقال: “لا يمكن لأحد أن يبقى غير مبالٍ تجاه عدم المساواة في العالم”. وعندما صرّح بأن “الاقتصاد الذي يستبعد الآخرين يقتل”، لم يكن يبالغ، بل كان صادقًا تمامًا.
السر في الاسم
واختياره اسم “فرنسيس” لم يكن اعتباطياً، بل تيمناً بالقديس فرنسيس الأسيزي، شفيع الفقراء. فقد عاش بتواضع، ورفض الإقامة في القصر البابوي، وقاد سيارة بسيطة، وغسل أقدام السجناء. لم تكن هذه استعراضات، بل كانت تعبيرًا نقيًا عن إيمانه العميق. كانت رسالة صامتة ضد الجشع والكبرياء السائدين في حياتنا العامة.
قال البابا ذات مرة: “يجب على الأغنياء أن يساعدوا الفقراء، ويحترموهم، ويرفعوا من شأنهم.”
ينمو الاقتصاد ليس فقط بالأرقام، بل بالعدالة والاستقرار.
من نفس التصنيف: إجمالي تعاقدات مشروعات وليد جمال الدين يصل إلى 8.301 مليار دولار لـ 272 مشروعًا
وقد كان البابا فرنسيس يدرك ذلك جيدًا. كان يرى أن الاقتصاد ليس مسألة رياضيات، بل مسألة أخلاق. وأن إصلاحه يبدأ من القلوب، لا من خزائن البنوك أو غرف الاجتماعات. وأن الرأسمالية، عندما تُمارس بشكل عادل، يمكن أن تكون من أعظم أدوات الخير في تاريخ البشرية.
والآن، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج العالم إلى إثبات أن هذا النوع من الرأسمالية هو ممكن -وأن البابا فرنسيس لم يزرع حلمًا مستحيلاً، بل مسارًا قابلًا للتحقق.
قد يهمك أيضاً :-
- سباق الذكاء الاصطناعي العالمي وأهمية الطاقة النظيفة كركيزة أساسية للمستقبل
- قناة السويس تاريخها ونشأتها كرمز حيوي للتجارة البحرية العالمية
- فوضى في سلسلة التوريد تؤثر على المستهلكين في أمريكا بسبب رسوم ترامب
- إعفاءات جمركية محدودة.. هل تجاوزت التوترات التجارية في عهد ترامب ذروتها؟
- الحرمان من المعادن النادرة: ضربة صينية دقيقة تسبب الألم في الولايات المتحدة
تعليقات